في محطة دبلوماسية جديدة تعكس الحيوية التي تميز السياسة الخارجية المغربية، أجرى اليوم الجمعة وزير الشؤون الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، مباحثات في العاصمة السلوفينية ليوبليانا مع نظيرته من جمهورية سلوفينيا، تانيا فايون. اللقاء شكل مناسبة لتجديد الموقف الإيجابي لسلوفينيا تجاه مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه المملكة كحل جاد وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وزيرة خارجية سلوفينيا أشادت بالمبادرة المغربية، معتبرة إياها "أساساً مناسباً" للتوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع، في موقف يعكس تطوراً لافتاً في مواقف دول الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الملف، ويؤكد نجاح الرباط في كسب دعم متزايد داخل القارة العجوز. زيارة بوريطة إلى سلوفينيا ليست مجرد تنقل دبلوماسي تقليدي، بل تندرج ضمن استراتيجية مغربية متكاملة تهدف إلى تعزيز الحضور المغربي في الساحة الأوروبية، وتوسيع شبكة الشراكات السياسية والاقتصادية، إلى جانب تحصين المكاسب المرتبطة بقضية الصحراء. من إفريقيا إلى أوروبا، ومن العواصم الكبرى إلى الدول المؤثرة في صناعة القرار الدولي، يواصل المغرب مد جسور التعاون والتفاهم، وفق مقاربة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، انسجاماً مع التوجيهات الملكية الرامية إلى ترسيخ صورة المغرب كشريك موثوق على الصعيدين الإقليمي والدولي. في وقت يروج فيه البعض لأطروحات العزلة، تثبت تحركات بوريطة أن الدبلوماسية المغربية تواصل حصد الاعترافات والدعم، وتوسيع رقعة التأييد لقضاياها المصيرية، في مشهد يُبرز ذكاء التحرك المغربي وقدرته على فرض حضوره في مختلف الدوائر الدولية.