في تحرك دبلوماسي لافت يعكس تنامي التأييد الأوروبي لمغربية الصحراء، جددت ست دول أوروبية، خلال فترة لا تتجاوز 72 ساعة، دعمها الصريح لسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية. الدول المعنية هي: فرنسا، إسبانيا، كرواتيا، إستونيا، أندورا، وهنغاريا، والتي عبّرت مجتمعة عن مواقف تؤكد احترام وحدة المغرب الترابية وتدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط كحل واقعي ومستدام للنزاع المفتعل حول الصحراء. هذه التصريحات الرسمية المتلاحقة تترجم تحولًا استراتيجيًا في مواقف العديد من الدول الأوروبية، التي باتت تنظر إلى المغرب كفاعل إقليمي محوري وشريك موثوق في قضايا الأمن والاستقرار والتعاون جنوب-شمال. كما تعكس هذه المواقف ثمرة لعمل دبلوماسي مغربي منسجم ومتصاعد، تقوده المؤسسة الملكية بثبات ورؤية واضحة قائمة على الوضوح والمصداقية. ويأتي هذا الدعم في وقت تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية في المنطقة، حيث باتت المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بتأييد واسع النطاق، مقابل تراجع ملحوظ في الأصوات الداعمة للأطروحات الانفصالية التي لم تعد تحظى بثقة المجتمع الدولي. ومن اللافت أن هذا الإجماع الأوروبي المتجدد لا يعكس فقط اعترافًا بمشروعية الموقف المغربي، بل يُجسد أيضًا إدراكًا عميقًا لأهمية استقرار الجنوب المغربي كضمانة للأمن الإقليمي ومحاربة التهديدات العابرة للحدود، وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غير النظامية. وبهذا الزخم السياسي والدبلوماسي المتسارع، يواصل المغرب تعزيز موقعه كقوة إقليمية قادرة على نسج علاقات متوازنة وبناءة مع شركائه في أوروبا والعالم، بما يخدم مصالحه الوطنية العليا، وعلى رأسها قضية الصحراء التي تُعد أولوية استراتيجية للدولة المغربية.