في سياق متجدد من الحملات الإعلامية والتضليل الممنهج، يسعى النظام الجزائري إلى تصدير أزمته الداخلية المتفاقمة عبر محاولات يائسة لتشويه صورة المغرب وعلاقاته الدولية. أحدث هذه المحاولات تجسدت في نشر وثائق مفبركة تدعي زوراً "تدخل" المغرب في الشؤون الداخلية لمصر، وهي ادعاءات لا تستند إلى أي أسس حقيقية وتفتقر إلى أدنى درجات المصداقية. تشهد الجزائر مؤخراً حالة من الاضطراب الاجتماعي والسياسي، حيث يتصدر وسم "#مانيش_راضي" مواقع التواصل الاجتماعي كعنوان عريض لاحتجاجات شعبية متزايدة ضد الوضع الاقتصادي المتدهور والفساد الحكومي المستشري. يبدو أن السلطات الجزائرية، بدلاً من مواجهة هذه التحديات، اختارت تصعيد خطابها المعادي للمغرب لصرف الانتباه عن الأوضاع الداخلية المتأزمة. من اللافت أن الوثائق التي يتم ترويجها كجزء من هذه الحملة المفبركة تفتقر إلى أدنى درجات الاحترافية أو المصداقية. على سبيل المثال، الادعاء بأن وزارة الخارجية المغربية أصدرت تعليمات أو وثائق معينة، يتناقض مع حقيقة أن الوزارة لا تضم كاتباً عاماً منذ سنوات طويلة. وهذا الخطأ الفاضح يكشف ضعف الحملة وقلة المعلومات الدقيقة لدى مروّجيها. على عكس ما تحاول هذه الحملات الترويج له، تشهد العلاقات بين المغرب ومصر تطوراً إيجابياً ومستقراً، قائمًا على الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات. فالمغرب ومصر يجمعهما تاريخ طويل من الشراكة الاقتصادية والثقافية والسياسية، مما يجعل من الصعب تصديق أي مزاعم حول وجود توترات بين البلدين. إن المغرب، المعروف بدبلوماسيته الهادئة والفعالة، يواصل تعزيز مكانته كقوة إقليمية تحظى بالاحترام والتقدير. وتأتي هذه المحاولات الجزائرية لتشويه صورة المغرب في وقت يحقق فيه نجاحات دبلوماسية بارزة، لا سيما في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، حيث تتزايد الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. ليس جديداً أن تلجأ السلطات الجزائرية إلى تصدير أزماتها الداخلية عبر افتعال أزمات خارجية أو خلق أعداء وهميين. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأساليب لم تعد تنطلي على الرأي العام، سواء داخل الجزائر أو خارجها. فالشعوب باتت أكثر وعياً وقدرة على التمييز بين الحقيقة والدعاية المضللة. إن محاولات التشويش على صورة المغرب عبر حملات مفبركة لن تؤدي إلا إلى تعرية الأزمة الداخلية التي تعاني منها الجزائر. فالمغرب يظل ملتزماً بنهجه السلمي والتنموي، وبناء شراكات قائمة على الاحترام المتبادل، بينما تظل هذه الحملات مثالاً على ما يمكن أن تصل إليه الدعاية الفاشلة في مواجهة الحقائق.