يتجه رسميا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتوقيع اتفاقية لإقامة مقر قاري إقليمي دائم في المملكة المغربية، وهو الأول من نوعه في القارة الأفريقية. هذا المقر الجديد في المغرب يعتبر ثالث مقر إقليمي دائم للفيفا على مستوى العالم بعد المقرات في باريس وميامي. وقد تم اختيار المملكة المغربية لهذه الخطوة المهمة نظراً لدورها البارز في كرة القدم الإفريقية، ولإمكاناتها الكبيرة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى. كما يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه القارة الأفريقية طفرة في الاهتمام بكرة القدم، مما يعكس رغبة الفيفا في تعزيز دعمه للاتحادات الوطنية وتعميق علاقاته مع القارة الأفريقية. إن إحداث هذا المقر في المغرب يعكس استراتيجية الفيفا في تقوية شبكة مكاتبها الإقليمية لتقديم الدعم الفني والإداري لجميع الاتحادات القارية. وبالنسبة للمغرب، يعد هذا القرار بمثابة شهادة على ريادتها في مجال الرياضة وعلى مستوى الاستقرار والقدرة التنظيمية التي تتمتع بها المملكة. من المتوقع أن يسهم هذا المقر في تعزيز التعاون بين الفيفا والاتحادات الأفريقية، كما سيكون بمثابة مركز محوري لتنظيم الفعاليات التدريبية وورش العمل، بالإضافة إلى تحسين جودة إدارة البطولات في القارة. وفي سياق متصل، يفتح هذا المقر الباب أمام تطوير بنية كرة القدم في أفريقيا من خلال تمويل مشاريع التدريب والتطوير، فضلاً عن تحسين البنية التحتية الرياضية. هذا التحرك من الفيفا يتماشى مع رؤيتها في أن تكون كرة القدم أداة للوحدة والتنمية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في إفريقيا التي تعد واحدة من أبرز الأسواق النامية في هذا المجال. ومن المتوقع أن يلعب المقر دورًا محوريًا في تنظيم البطولات القارية، بما في ذلك كأس الأمم الأفريقية، وكذلك في تطوير البنية التحتية الرياضية للجيل القادم من اللاعبين. ويبدو أن القرار الأخير بإنشاء هذا المقر الإقليمي في المغرب ليس فقط خطوة عملية لدعم كرة القدم في القارة الأفريقية، بل هو أيضا تأكيد على أهمية الرياضة في تعزيز التعاون بين الدول وتحقيق التنمية المستدامة عبر قنوات رياضية وتعليمية.