شهدت الجزائر في الآونة الأخيرة نكسات دبلوماسية متعددة، بينها قيام دولة بنما بسحب اعترافها ب "الجمهورية الوهمية لبوليساريو" (RASD) قبل نحو أسبوعين. هذا القرار شكل ضربة قوية للحكومة الجزائرية التي لطالما دعمت بوليساريو على الصعيدين السياسي والدبلوماسي. لتدارك هذه الفضيحة، قررت الجزائر إرسال أحد كبار المسؤولين المعروفين لديها مبعوث لعبد المجيد تبون، وهو رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، إلى بنما. لكن المفاجأة كانت أن زيارة بوغالي لم تلقَ الاستقبال الذي كان يأمله. إذ لم يكن في استقباله أي مسؤول حكومي أو دبلوماسي رفيع، بل استقبله موظف بسيط من مطار بنما سيتي، ما أضاف مزيداً من السخرية للأزمة. هذه الحادثة تسلط الضوء على تراجع مكانة الجزائر في الساحة الدولية، وخصوصاً في ما يتعلق بالصحراء المغربية. فقد كانت الجزائر على مدار سنوات تلعب دورًا أساسيًا في دعم جبهة البوليساريو. إلا أن قرار بنما الأخير جاء ليؤكد تزايد العزلة الدبلوماسية التي تعيشها الجزائر في هذا الملف. من جهة أخرى، كانت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً للسخرية من الجزائر في هذه الأزمة. فقد اعتبر الكثيرون أن إرسال بوغالي، الذي يُعد من أبرز الشخصيات السياسية في الجزائر، لملاقاة موظف في المطار هو بمثابة إهانة كبيرة للدبلوماسية الجزائرية. وقد تركزت التعليقات الساخرة على التباين الكبير بين التوقعات التي كانت لدى الجزائر من الزيارة وبين الواقع المحبط الذي واجهوه. لا شك أن الحادثة كانت صفعة قوية لسمعة الجزائر على الصعيد الدولي، إذ أظهرت عجزها في استعادة الدعم الدولي لجبهة البوليساريو بعد سحب اعتراف بنما. ما جرى في بنما ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو مؤشر على تراجع تأثير الجزائر في السياسة الدولية، وتحولها إلى مادة دسمة للسخرية دوليا..