تنتظر مدينة مكناس العتيقة بفارغ الصبر الإهتمام والتدخل العاجل من السلطات المعنية، بعد أن تجاوز برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة الأجل المصرح به للعامة ووصل إلى عام 2024. ومع ذلك، فإن الواقع المؤلم يظهر بوضوح، حيث تم ترك المدينة في حالة من الإهمال المتزايد نتيجة للغفلة والإهمال من قبل المسؤولين. رغم أهمية مكناس كواحدة من أبرز المدن التاريخية في المملكة المغربية، إلا أنها تعاني اليوم من غياب الرعاية والتفاني في الحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري الثمين. فالشوارع الضيقة المليئة بالنفايات والمباني التي تتعرض للتدهور تروي قصة الإهمال الذي أصبحت تعيشه المدينة، بالاضافة الى اقبالها على المعرض الفلاحي الدولي الذي سيستقطب العديد من الزوار من دول مختلفة ليشهدو دمار المدينة والاهمال الذي تتعرض له. بينما يتصاعد الغضب والاستياء في أوساط السكان المحليين، تتزايد المطالبات بالتدخل العاجل لإنقاذ مكناس العتيقة من الاندثار. فالتاريخ العريق والثقافة الغنية للمدينة لا يمكن أن يُهمل بمثل هذا الشكل، ويجب أن تكون حمايتها وتطويرها أولوية قصوى. من المهم أن يتخذ المسؤولون خطوات فورية لتفعيل الجهود لإعادة إحياء المدينة وتجديدها، وضمان تخصيص الموارد اللازمة لهذا الغرض. كما يجب على المجتمع المحلي والشركاء ذوي الاهتمام المشاركة الفعّالة في هذه الجهود، وتكثيف الضغط على السلطات للتحرك بسرعة وحزم لإنقاذ تراثنا الثقافي. بالتالي، يجب أن تكون مكناس العتيقة محطة للتحديث والتجديد، وليست مدينة مهملة ومتدهورة. ومع التدخل المناسب والتزام الجميع بحماية وتطوير المدينة، يمكن أن تعود مكناس لتتألق كواحدة من أجمل المدن التاريخية في المملكة المغربية والعالم.