خلال سنة 2023، شهد المركز الحدودي الكركرات، التابع لجماعة بئر كندوز (إقليم أوسرد)، تدشين وإعطاء انطلاقة عدد من المشاريع التي تجسد الدينامية التنموية المتسارعة وغير المسبوقة لهذا المركز في عدد من المجالات. ويعرف هذا المركز الحدودي، منذ التدخل البطولي للقوات المسلحة الملكية، بأمر سام من قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة جلالة الملك محمد السادس لتأمينه وإعادة فتحه أمام حركة المرور، تطورا اجتماعيا واقتصاديا مهما ومتواصلا يجس د الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتعمير هذا الجزء من الصحراء المغربية. وهكذا، أضحت الكركرات، النقطة الحدودية التي تربط المغرب بموريتانيا وباقي بلدان غرب إفريقيا والمحور الطرقي الاستراتيجي الذي يعرف تدفقا يوميا مهما لحركة عبور الشاحنات وتنقل الأشخاص والبضائع والخدمات، مجالا ملائما لإقامة عدد من المشاريع التنموية الكبرى بالمنطقة، التي تعد بوابة المغرب نحو عمقه الإفريقي. وفي هذا الإطار، شهد المركز الحدودي الكركرات إعطاء الانطلاقة لتشغيل محطة تحلية مياه البحر، بكلفة إجمالية 30 مليون درهم، ممولة من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب (26 مليون درهم) والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (4 ملايين درهم). وي مك ن هذا المشروع، الذي يتضمن إنجاز وتجهيز بئر جديد ومحطة لتحلية مياه البحر بقدرة 432 متر مكعب في اليوم وإنشاء خزان عال بسعة 200 متر مكعب وشبكة للتوزيع بطول 5 كلم، من تحسين ظروف تزويد ساكنة هذه المنطقة بالماء الشروب عبر شاحنات صهريجية، انطلاقا من محطة تحلية محلية بمياه ذات جودة عالية في مرحلة أولى. ويشتمل المشروع، الذي انطلقت أشغال إنجازه في نونبر 2021، على مرحلة ثانية تتعلق بإنجاز شبكة لتوزيع الماء الشروب، والتي من المرتقب انطلاق الأشغال بها في غضون سنة 2024. كما تعززت البنيات التحتية بالمركز الحدودي الكركرات بتدشين وإعطاء انطلاقة عدد من المشاريع التنموية، من خلال افتتاح أول وكالة بنكية لمؤسسة "البريد بنك" من شأنها المساهمة بشكل فعلي في تنمية المنطقة، انسجاما مع الرؤية الملكية الرامية إلى النهوض بالأقاليم الجنوبية للمملكة. ويضم هذا المشروع، الذي تم إنجازه على مدى 18 شهرا بكلفة مالية قدرها 5231730.00 درهم، على مساحة إجمالية بلغت 1030.58 متر مربع (بينها 748.98 متر مربع مغطاة)، وكالة البريد بنك ووكالة البريد كاش ووكالة 3 ووكالة 4 وأربع محلات، وستة مساكن وظيفية. كما شهد المركز الحدودي الكركرات تدشين وحدة فندقية تم إنجازها بغلاف مالي ناهز 7.6 مليون درهم على مساحة إجمالية تفوق 1000 متر مربع، وبطاقة إيوائية تبلغ ما مجموعه 36 سريرا. وفي المجال الروحي، عرف المركز الحدودي الكركرات تشييد معلمة دينية أطلق عليها اسم "مسجد الخير"، من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بكلفة مالية ناهزت 8 ملايين و800 ألف درهم على مساحة إجمالية بلغت 3776 متر مربع، وبقدرة استيعابية تشمل 520 مصليا ومصلية. ويندرج تشييد هذا الصرح الديني، الذي أعطيت انطلاقة أشغال إنجازه يوم 18 نونبر 2020، بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة والستين لاستقلال المملكة، في سياق الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات الروحية المتزايدة للمواطنين والعابرين على حد سواء، وتمكينهم من ممارسة شعائرهم الدينية في أحسن الظروف. ويمتاز هذا المسجد، الذي افتتح في وجه المصلين مع بداية شهر رمضان 1444 ه، بخصوصية تتمثل في تواجده بنقطة مهمة تعد جسرا بين المغرب وباقي بلدان إفريقيا، مما يجعل منه ق بلة لإقامة الشعائر الدينية على أكمل وجه، سواء بالنسبة للعاملين بالمعبر الحدودي أو السائقين المتواجدين بكثرة في المعبر. وعلى الصعيد الرياضي، تم إطلاق أشغال تهيئة ملعب لكرة القدم بالكركرات، من أجل وضعه رهن إشارة الفرق المحلية، والمساهمة في دعم ممارسة كرة القدم واكتشاف عدد من المواهب الكروية بالمنطقة. ويهم المشروع، الذي تنجزه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، تكسية الملعب بعشب اصطناعي من الجيل الجديد، بكلفة مالية تناهز 9 ملايين درهم، مع إنجاز مرافق تابعة للملعب (مستودعات اللاعبين والحكام، بعض المدرجات، سياج حول الملعب..). ويأتي إطلاق أشغال تهيئة ملعب بالكركرات، الذي يندرج في إطار برنامج البنيات التحتية المعتمد من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ سنة 2014، في سياق الجهود الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالأقاليم الجنوبية، ومواكبة الدينامية التنموية التي يشهدها المركز الحدودي الكركرات. وارتباطا بنفس الموضوع، نظمت الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع قافلة رياضية بالمركز الحدودي الكركرات، تضمنت أنشطة رياضية وتربوية وترفيهية، بهدف التشجيع على ممارسة الرياضة. من جهة أخرى، شهد المركز الحدودي الكركرات إقامة الدوري الدولي الأول "الكركرات" في رياضة الكرة الحديدية، من طرف جمعية نادي الداخلة وادي الذهب للكرة الحديدية. وفي المجال الصحي، استفاد حوالي 400 شخص، ينحدرون من المركز الحدودي الكركرات والجماعة القروية بئر كندوز من قافلة طبية مغربية – أمريكية متعددة التخصصات. ورام هذا العمل الإنساني والتضامني، المنظم بمبادرة من جمعية متطوعي المغرب وسفارة المغرب بواشنطن ومؤسسة الجنوب، بتعاون مع مؤسسة "بول تشيستر" واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بأوسرد والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، تقريب الخدمات الطبية من الفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة بالوسط القروي. وشملت هذه البعثة الإنسانية، التي عبأت طاقم عمل يتكون من 34 طبيبا أمريكيا ومغربيا، بالإضافة إلى ممرضين متعددي التخصصات وإداريين وتقنيين، مجموعة من الخدمات التي تهم الرعاية الصحية في مجالات الطب العام والمتخصص، لاسيما طب النساء والتوليد، وطب العيون، فضلا عن العلاجات الخاصة بالأسنان، بالإضافة إلى توزيع الأدوية مجانا. ويعكس هذا الزخم التنموي، الذي يعيش على وقعه المركز الحدودي الكركرات، أهمية الجهود المبذولة من طرف المملكة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تحويل جهة الداخلة – وادي الذهب إلى محور اقتصادي مهم يزخر ببنية تحتية قوية، وصلة وصل تروم ضمان تنمية مشتركة وشاملة للقارة الإفريقية. المصدر: الدار- وم ع