تواصل الجزائر لعبها بالنار ، حيث اقحمت جبهة بوليساريو الانفصالية في تدريبات عسكرية حملت عنوان "سلام شمال أفريقيا 2" في مدينة "جيجل"، بهدف زعزعة العلاقات المغربية مع مصر وليبيا وموريتانيا كدول لا تعترف بالجبهة الانفصالية ككيان قائم الذات. وردا على هذا التصرف ، تجاهل الإعلام المصري والليبي هذه التدريبات، في حين أشارت الجزائر إلى أنها تتعلق بتنظيم "قدرة شمال أفريقيا" التابع للاتحاد الأفريقي. ورغم محاولات الترويج التي تبناها نظام الكابرانات، لم تظهر كل من مصر وليبيا وموريتانيا وتونس اب دعم لهذه المشاركة، بهدف تجنب إثارة التوتر مع المغرب بشأن هذه القضية. وتسعى الجزائر جاهدة لتعكير صفو علاقات المغرب مع دول إفريقيا من خلال التلاعب بالجبهة الانفصالية، حيث قامت بإدراجها في قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8" في أغسطس 2022، بهدف زعزعة العلاقة بين المغرب وتونس من خلال الضغط لاستقبال زعيم بوليساريو في هذه القمة. كما تحاول أيضًا التأثير في قرارات نواكشوط من خلال إرسال ممثلين عن الجبهة في بعض المناسبات، خاصة بعد تغيير موقف الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني منذ أحداث معبر الكركرات في عام 2020. كما أكد الرئيس في سبتمبر الماضي أن الموقف التقليدي لبلاده كان "حياديًا"، لكنه قرر تحويله إلى "حياد إيجابي" منذ توليه الرئاسة في 2019 ، وهو ما أعلن عنه أيضًا خلال مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكدًا التزام بلاده بقرارات مجلس الأمن. الى جانب التقارب الواضح بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، حيث عُقدت الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية-الموريتانية في مارس 2022 بالرباط. هذه الدورة شددت على تعزيز التعاون في مجموعة من المصالح الاستراتيجية، مما يستدعي التنسيق المشترك على مستويات متعددة، خاصة في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية. من جانب آخر ، تسعى الجزائر إلى إخفاء دور حركة بوليساريو الانفصالية في أنشطة مصنفة على أنها إرهابية، من خلال الترويج لمشاركتها في جهود تحقيق السلام والاستقرار. وفي هذا الصدد ، كشف موقع "ساحل – إنتلجنس" المتخصص في الوضع الأمني في منطقة الساحل، أن هناك مخاوف متزايدة حول صلاتها بالجماعات الإرهابية و الأنشطة المزعزعة للاستقرار على الصعيدين الإقليمي و الإفريقي، مما يثير مخاوف جيوسياسية حساسة في الجزائر وعبر القارة. و أشار الموقع إلى الروابط بين جبهة بوليساريو وجهات فاعلة مثل حزب الله اللبناني وحماس والميليشيات الإيرانية ومجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، مما يثير تحديات كبيرة أمام الجيش الجزائري كحارس للأمان الوطني، ويمكن أن يؤدي إدارة هذه الديناميات المعقدة إلى عواقب سلبية، بما في ذلك العزلة الدولية للجزائر.