أظهر التمرد المفاجئ لمجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة وإعلانه العصيان المسلح على القوات الروسية خطورة اعتماد الدول على المرتزقة. الوضع الذي وجد فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نفسه وهو في مواجهة يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة "فاغنر"، لا يختلف كثيرا عما تمثله جبهة "البوليساريو" الانفصالية اليوم للنظام العسكري الجزائري. فاستمرار اشهار كابرانات الجزائر، لورقة "البوليساريو"، لزعزعة الأمن و الاستقرار في منطقة شمال افريقيا، واستهداف الوحدة الترابية للمغرب، رهان خاسر سيدفع النظام الجزائر ثمنه غاليا في المستقبل القريب، فالسحر قد ينقلب على الساحر فجأة، وتصبح عصابات البوليساريو، شوكة في خاصرة الكابرانات. ما يعزز طرح إمكانية تمرد ميليسيات البوليساريو على النظام العسكري الجزائري، هو التوجه الإرهابي لعصابات تندوف، التي لها مشروع سياسي ومجتمعي لها، مما يجعلها قنبلة قابلة للانفجار في أية لحظة بين أيدي جنرالات قصر "المرادية". هذا الطرح يعززه أيضا، الارتباطات الوثيقة بين عصابات "البوليساريو" و الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل. فالإرهابي والمجرم المشهور في الساحل، والمعروف بإسم أبو عدنان الصحراوي، كان أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في "البوليساريو " داخل مخيمات تيندوف كما هو الشأن بالنسبة لنائبه المدعو عبد الحكيم الصحراوي والذي كان عضوا سابقا في مرتزقة "البوليساريو "، وهي الأسماء لم تدين يوما ما بالولاء للنظام الجزائري. ان جبهة "البوليساريو" بعيدة كل البعد عن أي ولاء للنظام العسكري الجزائري، الذي يراهن على جواد خاسر في استهدافه المقيت للوحدة الترابية للمغرب، فمعسكرات مخيمات تندوف تعتبر، بحسب تقارير منظمات أممية ودولية، تربة خصبة لتفريخ و تجنيد الجهاديين لمختلف المنظمات الإرهابية النشطة في هذه المنطقة منذ عهد الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، التي أصبحت لاحقا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. فرضيات تمرد جبهة البوليساريو على النظام العسكري الجزائري، على غرار تمرد مجموعة "فاغنر" العسكرية غير الرسمية على الجيش الروسي، تبقى ضعيفة، بحسب مراقبين للتطورات الإقليمية في منطقة الساحل والصحراء، بالنظر الى أن عصابات البوليساريو، لا تزال تحت رحمة النظام العسكري الجزائري، لا تملك قرارها ولا تتحكم في مصيرها، ناهيك على أنها ميليشيات لا تملك أدنى مقومات القوة العسكرية لقيادة تمرد من هذا النوع على أولياء نعمتها في قصر "المرادية". وبغض النظر عن المعطيات الميدانية التي تؤكد أفول أسطورة اسمها جبهة "البوليساريو"، فمن المؤكد اليوم، أن مراهنة النظام العسكري الجزائري، على عصابات تندوف، رهان خاسر، يوضح خطورة اعتماد الدول على المرتزقة، فالدرس الذي لقتنه مجموعة "فاغنر" للرئيس بوتين، مليء بالعبر، فهل يستوعب تبون الدرس على بساطته ؟؟؟