يسارع المغرب الخطى، لمواكبة التطلع الدولي في بلوغ هدف مضاعفة وتعزيز القدرات العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030، خاصة في ظل الاهتمام الملكي السامي بهذا الملف الحيوي. في خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على العرش، دعا الملك محمد السادس، الحكومة إلى الإسراع في تنزيل مشروع "عرض المغرب" في مجال الهيدروجين الأخضر؛ وهي الدعوة التي تعزى إلى توجه المغرب نحو رفع حصة هذه الطاقات إلى أزيد من 52 بالمائة من المزيج الكهربائي الوطني في أفق 2030، إلى تحديات طاقية دولية ورهانات استثمارية لدى المملكة المغربية. و في هذا الصدد، يوجد المغرب ضمن خمس دول عربية، إلى جانب الإمارات، والسعودية، وعُمان، ومصر، التي من المتوقع ان تستحوذ على نحو 72 % من إجمالي النمو في المنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، بحسب منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك". و تشير توقعات المنظمة إلى أن سعة الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة لغاية عام 2027، من المتوقع أن تصل إلى نحو 45 غيغاوات، بزيادة 3 مرات، مقارنة بالأعوام الخمسة الأخيرة. كما أن المغرب يوجد في مقدمة الدول العربية التي تقود مستقبل قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة، تبعاً للمعطيات الراهنة، حيث يرجح أن يشهد القطاع قفزة هائلة خلال الأعوام العشرة المقبلة، في وقت تقود 8 دول عربية هذا الاتجاه؛ و هي (الإمارات، والسعودية، وعُمان، والكويت، ومصر، والأردن، والجزائر، والمغرب). و سبق أن أشاد تقرير صادر عن «غلوبال إنيرجي مونيتور»، بالمغرب مؤكدا بأنه إلى جانب الإمارات، ومصر، والأردن، من أولى الدول العربية التي بادرت إلى إنشاء محطات إنتاج كهرباء من الشمس والرياح. و أعدت الحكومة مشروع عرض المغرب في مجال " الهيدروجين الأخضر"، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، الواردة خلال ترؤوس الملك محمد السادس، الثلاثاء 22 نونبر 2022، جلسة عمل خصصت لتطوير الطاقات المتجددة والآفاق الجديدة في هذا المجال. و يولي الملك محمد السادس أهمية خاصة، و تتبعا منتظما بغية تنزيل الأهداف الاستراتيجية التي حددتها المملكة في مجال تطوير الطاقات المتجددة على نطاق واسع، ولاسيما ما يتعلق برفع حصة هذه الطاقات إلى أزيد من 52 بالمائة من المزيج الكهربائي الوطني في أفق 2030. وقد دعا جلالة الملك محمد السادس خلال خطاب العرش الأخير، الحكومة للإسراع بتنزيل ورش المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر، بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين في هذا المجال الواعد. و وفقا للتقرير السنوي الصادر عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بلغت مساهمة الطاقات المتجددة في تلبية الطلب الوطني على الطاقة الكهربائية خلال العام 2022 حوالي 16.1 في المائة. و أفاد المكتب بأن المغرب، أنتج العام الماضي، 41420 جيغاواط/ساعة من الطاقة الكهربائية؛ منها 10156 جيغاواط ساعة منتجة من محطات المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بنسبة 24.52 في المائة، والباقي من طرف أُنتج الشركات الخاصة، و تُعتبر شركة "طاقة المغرب" من أكبر المنتجين الخواص للكهرباء في المغرب، حيث تلبي 38 في المائة من الطلب الوطني على الكهرباء بفضل قدرتها الإنتاجية المنشأة التي تناهز 2056 ميغاواط.