تسبب الجفاف المدمر في إسبانيا، أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، في ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى على الإطلاق هذا العام (ضعف سعره في 2022)، حيث بات طن متري يكلف الآن من زيت الزيتون أكثر من 10 أضعاف طن متري من النفط الخام. ويترافق هذا الأمر، مع ظروف مناخية جافة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، خصوصاً في الدول المنتجة لهذه السلعة، كما في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن. وفي جنوب أوروبا وبلاد الشام، يعتبر زيت الزيتون ثقافة مثلها مثل الطعام، وهو أسلوب حياة حول العادات المشتركة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وبالنسبة للعديد من العائلات في المنطقة، أصبح سعره يرمز إلى النضال ضد التضخم المتفشي. وفي الأسبوع الماضي، ارتفع سعر الجملة القياسي لزيت الزيتون البكر الممتاز في إسبانيا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 8500 دولار للطن المتري، وهو أعلى بنحو 125% من متوسط 2000-2020. وتم تسجيل الرقم القياسي السابق في عام 1996، بما يزيد قليلاً عن 6200 دولار للطن. وتباع العلامة التجارية الأكثر شهرة في إسبانيا الآن مقابل 9.99 يورو (11 دولاراً)، أي أكثر من الضعف قبل عام، وحوالي ثلاثة أضعاف ما يمكن أن يسميه كثيرون عادياً. وبالنسبة للإسبان، هذه أزمة حقيقية، حيث يستخدمون زيت الزيتون بسخاء في الطعام. وفي إيطاليا، ارتفعت تكلفة صنع بيتزا مارغريتا الكلاسيكية في المنزل بأكثر من ضعف وتيرة التضخم العام في إيطاليا الشهر الماضي، مع ارتفاع أسعار زيت الزيتون بما يقرب من الثلث. ارتفعت التكلفة الإجمالية لصنع البيتزا في يوليو/ تموز بنسبة 13.5% عن العام السابق، مقارنة مع معدل التضخم الوطني البالغ 5.9%. ويعتبر زيت الزيتون، جزءاً من تقاليد الطهي الإيطالية منذ ما قبل الرومان، الذين استخدموه لأغراض متعددة بما في ذلك مستحضرات التجميل والمصابيح وغيرها.