اعتبرت صحيفة "لا ليبر بلجيك"، اليوم الأربعاء، أن الإنكار السياسي الذي أبدته السلطة الفرنسية بعد العودة التدريجية إلى الهدوء في الأحياء الشعبية المتمردة قد يهدد بإثارة أعمال شغب جديدة. وإذ رحب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ب "عودة النظام" بعد أعمال الشغب التي أعقبت مقتل نائل، البالغ من العمر 17 عاما، على يد شرطي في نانتير بضاحية باريس في 27 يونيو، "فإلى متى ذلك؟" تتساءل الصحيفة، التي اعتبرت أنه "لا أحد، لا يمين ولا يسار ولا من باب أولى في الوسط، قادر على تجنب عودة الانفجار مرة أخرى". وتابعت (لا ليبر بلجيك) متسائلة "هل ينوي إيمانويل ماكرون استخلاص أي درس مما حدث؟"، مشيرة إلى أن رئيس الدولة أعلن أولا عن رغبته في "بدء عمل دقيق لفهم عميق للأسباب التي أدت إلى هذه الأحداث"، قبل أن يعلن، في اليوم التالي، أنه لم "يسمع أي رسالة" ولكنه اكتشف "التحول نحو عملية انسلاخ حضاري". وذكرت اليومية البلجيكية أنه "ليس نفس الخطاب تماما مثل جاك شيراك، الذي أشار عام 2005 إلى أزمة في المعنى والمعايير وأعلن: أريد أن أخبر الأطفال من الأحياء في وضعية صعبة، بغض النظر عن أصلهم، أنهم جميعا أبناء وبنات الجمهورية ". وفي تحليل الصحيفة الواسعة الانتشار، فإن "الأحياء الشعبية في فرنسا تشبه قدرا ينفجر غطاؤه على فترات منتظمة، مما ي طلق غضب ا متزايدا باستمرار". ونقلت الصحيفة عن مروان محمد، باحث علم الاجتماع في المركز الوطني للبحث العلمي قوله إن "التقاعس والإنكار (…) يؤديا إلى المزايدة والتصعيد". وأشار إلى أن "النخب الحاكمة ترفض رؤية المصادر الحقيقية لغضب الشباب في الأحياء الشعبية"، لافتا إلى إن "إيمانويل ماكرون يعرض دهشته أمام أعمال الشغب". وبحسب الباحث، إذا استمر هذا الإنكار السياسي، "وتشير الإشارات الأولى المرسلة إلى أن الأمر سيكون كذلك"، فإن أعمال شغب جديدة ستكون حتمية في المستقبل"، مشددا على أن هذا "الإنكار هو ثقافة الدولة لاستدامة ثورات الغد". كما توقف الخبير عند عدد من الانتكاسات الاجتماعية والاقتصادية والعنصرية وممارسات الشرطة. وقال: "لا تزال التفاوتات التعليمية كبيرة، والإحباطات الاقتصادية آخذة في الازدياد، وأصبح ما يسمى بالنظام الجمهوري أكثر فأكثر ازدراءا واستبدادية". المصدر: الدار- وم ع