أبرز خبراء أمريكيون في واشنطن أن تمرين "الأسد الإفريقي 2023" يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين المغرب والولاياتالمتحدة، خدمة للسلام والاستقرار في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة وفي إفريقيا. واعتبر هؤلاء المتخصصون في القضايا الاستراتيجية، خلال برنامج" مع المغرب من واشنطن"، الذي تم بثه الأحد على قناة "ميدي 1 تي في"، أن ما يميز تمرين الأسد الإفريقي هذه السنة يتمثل في أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حذر الشهر الماضي من تهديدات مقلقة جديدة في المنطقة، في سياق تسليم إيران لطائرات دون طيار ل"البوليساريو" عن طريق الجزائر، والتي تنفق بدورها ملايير الدولارات لاقتناء الأسلحة. وبالنسبة للعقيد الأمريكي المتقاعد والأستاذ المساعد بجامعة الدفاع الوطني، ديفيد دي روش، فإن هذا التمرين العسكري المشترك الذي نظمته القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية للدورة ال19، يساهم في تعزيز التعاون العسكري الثنائي والتبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان، بهدف النهوض بالأمن والاستقرار. وأشار هذا المتخصص في قضايا العالم العربي، إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه طريقة تصميم الولاياتالمتحدة للعمليات العسكرية في الخارج يتمثل في إمكانية التشغيل البيني، موضحا "نحن بحاجة للتوفر على شركاء وحلفاء"، مثل المغرب، ومؤكدا أهمية التعاون بين الرباطوواشنطن في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن في منطقة الساحل والصحراء. وأشاد الخبير العسكري الأمريكي بدرجة مهنية وأداء القوات المسلحة الملكية، مبرزا الأهمية القصوى التي يتم إيلاؤها، في إطار تمرين الأسد الإفريقي، للجانب الإنساني، لا سيما من خلال إقامة مستشفى طبي جراحي ميداني تم تقديم خدماته من طرف فرق طبية وشبه طبية متعددة التخصصات، مغربية وأمريكية. بدوره، ذكر الخبير في الشؤون الدولية، جورج لاندريث، بأن تمرين "الأسد الإفريقي" يعد أكبر مناورة عسكرية في القارة الإفريقية، ينظمها بشكل مشترك المغرب والولاياتالمتحدة، وتعرف مشاركة بلدان أوروبية وإفريقية. وسجل، خلال هذا البرنامج التلفزيوني الشهري، الذي يتم إنتاجه في العاصمة الأمريكية ويقدمه السفير والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، آدم إيريلي، أن نسخة هذه السنة من التمرين تكتسي أهمية أكبر بسبب التهديدات المتنامية في المنطقة. وأضاف لاندريث أن الأمر يتعلق ب"رسالة قوية لخصوم الأمن والسلام والحرية". يذكر أن تمرين "الأسد الإفريقي" جرى في الفترة من 5 إلى 16 يونيو الجاري في العديد من مناطق بالمملكة بمشاركة حوالي 6000 جندي يمثلون 14 بلدا. ويعد لقاء سنويا يساهم في توطيد التعاون العسكري المغربي الأمريكي وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان من أجل النهوض بالأمن والاستقرار في المنطقة. المصدر: الدار- وم ع