لازلت بعض أنواع الحرف والصناعة المتوارثة عن الأجداد بالمغرب، تصارع الزمن من أجل البقاء، كتجارة الزي الرجالي التقليدي المغربي، ولا يزال بعضها محتفظا بمكانته، بفضل جيل من التجار يعيشون، حاليا، خريف العمر. داخل سوق المدينة العتيقة في العاصمة الرباط، مثلما تصارع جدران أقدم المراكز التجارية للبقاء، تتنافس تفاصيل التراث المغربي بين الأصالة والمعاصرة، في أن تنال ثقة الزبناء المعتادين على زيارة المكان واختطاف قلوب السياح الوافدين من مناطق أخرى، لعلهم يحتفظون بذكرى من مدينة الرباط. فالزي الرجالي العتيق، بما فيه من جلباب المغربي و"القفطان الرجالي" و"الجبدور" المغربي، وغيرها من أشكال اللباس التقليدي، التي اقترنت بالرجل المغربي التقليدي، يحاول اليوم في شهر رمضان، مواكبة موجة الحداثة ومسايرة تطورات سوق الموضى. فرغم أن العولمة ألقت بظلالها على بعض التقاليد المغربية، تعد المناسبات الدينية بما فيها شهر رمضان، من المناسبات التي تتنفس الصعداء، ويجدد على هامشها الرجل المغربي صلة الرحم بينه وبين الهوية المغربية. ويحكي أحد التجار بمدينة الرباط لموقع "الدار"، أن لشهر رمضان جو خاص ونكهة مميزة، تحفز الرجال المغاربة على الحرص على استحضار التراث المغربي، بإحياء تفاصيل اللباس المغربي الأصيل". يسجل التاجر التقليدي. وفي ظل الإكراهات والتحديات التي اجتاحت التقاليد المغربية، يؤكد التجار لموقع "الدار"، أن هذا القطاع يواجه تحديات عديدة ويخوض بالتالي معركة البقاء في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية، التي يعرفها قطاع الاقتصادي بالمغرب، حيث أجمعوا على أن "اللباس الرجالي التقليدي" يخوض معركة البقاء لمواجهة الانقراض.