ثلاثة عشر يوما بالتمام والكمال كانت كافية لتطيح المصالح الأمنية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بثلاثة متطرفين موالين لتنظيم "داعش الإرهابي"، كانوا وراء ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي، والتي كان ضحيتها الشرطي هشام بورزة أثناء مزاولته لمهامه في المدار الطرقي "الرحمة" بمدينة الدارالبيضاء. موظف الشرطة المقتول ببشاعة، كان يعمل بفرقة المرور بمنطقة أمن الرحمة بالدارالبيضاء، اختفى مباشرة بعد انتهائه من مهامه مساء أمس الأربعاء 1 مارس الجاري، مخلفا وراءه كاميرا وظيفية محمولة ونظارات شخصية تم العثور عليها وهي تحمل بقايا آثار دماء. وبعد تحريات مكثفة ومعمقة ودقيقة قامت بها عناصر متمرسة تابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء بتنسيق وثيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تم فك خيوط هذه الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام الوطني. وعمد المشتبه فيهم، الذين أعلنوا مؤخرا "الولاء" للأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي "داعش"، الى خطة حسبوها "محكمة" لن توصلهم الى قبضة المصالح الأمنية أبدا، حيث قرروا استهداف أحد موظفي الأمن بغرض تصفيته جسديا والاستيلاء على سلاحه الوظيفي، لغرض ارتكاب جريمة السطو على وكالة بنكية، تم تحديد مكانها مسبقا والاتفاق على طريقة اقتحامها، وذلك بغرض تحصيل العائدات المالية لهذا الفعل الاجرامي. المشتبه فيهم قاموا بتقسيم الأدوار فيما بينهم، بحسب الأبحاث والتحريات المنجزة إلى غاية هذه المرحلة من البحث، حيث تكلفا المشتبه فيهما الأول والثاني بالتنفيذ المادي لجريمة القتل العمد والتمثيل بجثة الشرطي الضحية، بعدما تربصا به في مكان اشتغاله بمدارة طرقية في حصة عمله الليلي، وقاما بتعريضه لاعتداءات جسدية بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يعمدا إلى سرقة سيارته الخاصة وسلاحه الوظيفي وإضرام النار في جثته بمنطقة قروية، ليقوما المشتبه فيهما بالتنسيق مع المشتبه فيه الثالث، والذي يحمل نفس المخططات المتطرفة، وذلك لتغيير معالم الجريمة وطمس الأدلة من خلال إضرام النار عمدا في السيارة الخاصة بالشرطي الضحية. وتمكنت المصالح الأمنية بحرفية عالية، من التوصل الى مكان اخفاء الأسلحة البيضاء المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة، و كذا استرجاع الأصفاد المهنية والسلاح الوظيفي الخاص بالشرطي الفقيد، والذي تمت تخبئته في مكان آمن بمدينة الدارالبيضاء، وذلك تحضيرا لاستخدامه في استكمال مشروعهم الإرهابي. خلفية ارتكاب المشتبه فيهم لهذه الجريمة البشعة، عزتها المديرية العامة للأمن الوطني في بلاغها الصحفي، الى اعلانهم "الولاء" للأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي "داعش"، وعزمهم على الانخراط في مشروع إرهابي محلي بغرض المساس الخطير بالنظام العام، لذلك قرروا استهداف أحد موظفي الأمن بغرض تصفيته جسديا والاستيلاء على سلاحه الوظيفي، تحضيرا لاستخدامه في استكمال مشروعهم الإرهابي. ويعكف ضباط ومسؤولو المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على اجراء البحث القضائي، بهدف رصد كافة الارتباطات المحتملة لهذا العمل الإرهابي بخلايا وتنظيمات إرهابية دولية، وتشخيص جميع المتورطين المفترضين في المشاركة والمساهمة في تنفيذ هذا الفعل الإجرامي، بالإضافة إلى الكشف عن كافة الخلفيات والملابسات المحيطة بهذه القضية. وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء، قد فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، يومه الخميس 2 مارس الجاري، وذلك لتحديد ظروف وملابسات اختفاء موظف الشرطة، الراحل هشام بورزة، في ظروف تحتمل شبهة إجرامية.