انطلقت اليوم الجمعة، أشغال منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة مسؤولين وأكاديميين وخبراء وممثلين عن منظمات وطنية ودولية لحقوق الإنسان. ويشكل هذا المنتدى الدولي، الذي ينظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتعاون مع المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان-اليونسكو، على مدى يومين، مناسبة لمناقشة أهم التطورات والتحديات الحقوقية الناشئة ذات الصلة بقضايا "التغير المناخي"، و"العدالة الانتقالية والذاكرة" و"الهجرة والتنقل البشري". وأوضحت أمينة بوعياش ، رئيسة منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان، في كلمتها الافتتاحية ، أن المؤتمر المنعقد في مدينة الأنوار ، يعرف حضور بارز ورفيع المستوى، وهو ما يشكل فرصة " تلتقي فيه الآفاق والمسارات لتعزيز بناء المشترك والرقي بحماية الحقوق والحريات" ، وأشارت إلى أن أشغال منتدى الرباط سيركز على ثلاثة مواضيع أساسية، وهي العدالة الانتقالية، و الهجرة، و التغيرات المناخية. وأكدت بوعياش أن المنتدى فضاء للنقاش والحوار وتقاسم المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان للخبرات والتجارب، وأنه "خلوة ضرورية للتجديد الدائم و المتواصل للنقاشات المتعلقة بحقوق الإنسان في ظل التحولات التي يشهدها عالمنا اليوم" . وبخصوص موضوع الهجرة وحقوق الإنسان، عبرت رئيسة المنتدى عن انشغالها من عدم مصادقة ولو دولة "غربية" واحدة على الاتفاقية الدولية لحماية المهاجرين وأسرهم في وقت "تخضع فيه بلداننا طواعية للاستعراض والتقييم الشامل " . وأشارت في نفس الكلمة ، إلى أن الديمقراطيات الناشئة تتقاسم كثيرا من التجارب و الممارسات ، وهذا الأمر بسبب ما راكمته من خبرات وممارسات فضلى، كما ظهر جليا خلال لقاءات إعداد الميثاق العالمي للهجرة أو أثناء اعتماده بقمة مراكش 2014. وأكدت في نفس السياق ، أن دول الجنوب نجحت بالفعل في أشواط عديدة، رغم مواجهة الصعاب و التحديات ، قائلتا: "مساهماتنا في وضع المعايير والقيم الكونية وتطويرها ليس ترفا ولا صدفة عابرة، بل هي مسارات جديدة و متجددة، مساراتنا، نحو تكريس دولة الحق والقانون". وأكدت أمينة بوعياش ، أن " الاصلاحات الراهنية التي نسعى إلى تحقيقها طوعية ، نابعة من نضالاتنا وطموحاتنا، جارية و متواصلة لا توقفها الضغوطات، كيفما كان مصدرها أو شكلها، سياسية أم إعلامية". وأوضحت أنه في نفس الوقت ، فإن الديموقراطيات "العتيقة" تسخدم حقوق الإنسان كسلاح في رهانات سياسية غير مبررة، تصل حد المس بجوهر القيم والفعل الحقوقي. وفي ختام كلمتها الافتتاحية ، وجهت آمنة بوعياش، الدعوة لجميع المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان من أجل توحيد الأصوات، من الرباط إلى بوينس آيرس، وما دونهما، ليكون صوت واحد، ضد التمييز و صوت للكرامة والعدالة والمساواة . يشار أن منتدى الرباط ، الذي يأتي تمهيدا للمنتدى العالمي الثالث لحقوق الإنسان الذي ستحتضنه العاصمة الأرجنتينية، بوينوس آيريس، شهر مارس القادم، سيتوج بجملة من المقترحات والتوصيات والمبادرات الفعالة، التي ستشكل أساسا لترافع دولي متجدد يعتمد حماية حقوق الإنسان والنهوض بها كمنطلق ومحور و غاية. كما يشكل هذا المنتدى، الذي يشهد مشاركة أزيد من 300 مشارك من المدافعين عن حقوق الإنسان من 50 بلدا، مناسبة سيتم خلالها تكريم ست شخصيات وطنية ودولية بارزة معروفة بنضالاتها وعطاءاتها في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.