في مقابلة صحفية مع صحيفة "لوبنيون" الفرنسية، وجه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، رسائل مباشرة إلى فرنسا بخصوص موقفها من قضية الصحراء المغربية. عزيز أخنوش دعا، فرنسا إلى الخروج من المنطقة الرمادية وألا تظل تمارس دور المراقب بشأن قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أنه "حان الوقت للخروج من هذه الوضعية". وهذه أول مرة يطالب فيه المغرب، فرنسا بموقف واضح لا يحتمل اللبس و التأويل إزاء وحدته الترابية، بعدما كان الأمر يقتصر سابقا على توجيه رسائل مبطنة و "مشفرة" فهم منها أن القصد هو فرنسا، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. ومقابل تمسك المغرب باستصدار موقف واضح لايحتمل الغموض من فرنسا بخصوص وحدته الترابية، تصر فرنسا من جانبها، على التأكيد على أن موقفها من الصحراء واضح وثابت؛ وهو المتمثل في دعم وقف إطلاق النار وجهود الأممالمتحدة و المبعوث الخاص إلى الصحراء في جولاته، على أمل العودة إلى المسلسل السياسي من أجل حل سياسي عادل وواقعي"، كما جاء في تصريح وزيرة الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، خلال زيارتها إلى الرباط شهر دجنبر الماضي. واختار المغرب خلال السنوات الأخيرة خيار الندية و الصرامة فيما يخص قضية الصحراء المغربية؛ حيث اكد الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك و الشعب ل20غشت 2021 أن " ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات". كما قال الجالس على العرش في ذات الخطاب، في إشارة واضحة إلى فرنسا، التي تلازم "المنطقة الرمادية" :" ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها". تصريحات رئيس الحكومة عزيز أخنوش تأتي في وقت من المنتظر أن يقوم فيه الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون، بزيارة إلى المغرب، في فبراير أو مارس المقبلين للقاء الملك محمد السادس، حسبما أعلنت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا في دجنبر الماضي، و التي يعول عليها لاذابة جليد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.