يدير الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ظهره، لتصريح رئيس فرنسا إمانويل ماكرون، التي عبّر فيها صراحة أنه غير مضطر وملزم بتقديم اعتذار للجزائر بشأن الملفات الماضي الفرنسي في الجزائر. ويقرر عبدالمجيد تبون زيارة باريس شهر ماي المقبل. في زيارة يراهن عليها قصر المرادية إلى كسب الود الفرنسي، واستمالته أو على الأقل أن يحافظ على تموقعه بالمنطقة الرمادية في تعاطيه الرسمي مع المغرب وملف الصحراء، لاسيما بعد رصد تزايد حجم الدعم الأوروبي للمغرب في الملف. ويلاحظ من خلال تبادل الزيارات بين فرنساوالجزائر أن العلاقة الدبلوماسية والاقتصادية بينهما قائمة وفي تزايد مضطرد، رغم إلحاح الجانب الجزائري على تحصيل اعتذار رسمي من الدولة الفرنسية بشأن تاريخها في الجزائر. والذي لا يجد صدى له داخل الإيليزيه. وفي خضم ذلك تتلاقى المصالح بين النظام الجزائري والفرنسي، الأول يبحث إبعاد باريس عن الرباط، والثانية تجري وراء تحصيل مكاسب اقتصادية وعلى رأسها رفع إمدادت الغاز الجزائري في ظل العقوبات المفروضة على روسيا.
الزيارة التي يعتزم عبدالمجيد تبون إجراءها إلى فرنسا ماي المقبل، تأتي في سياق سعي الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون لتقويم علاقته مع المملكة بعد شهور الأزمة الصامتة، التي أثرت على العلاقات الدبلوماسية بين باريسوالرباط، والتي صرفتها الجانب الفرنسي عبر التشديد في منح تأشيرات السفر للمواطنين المغاربة، وصولا إلى مسألة سحب السفراء غير المعلن الرسمي.
وكان من المقرر أن يحل الرئيس الفرنسي بالمغرب شهر يناير الجاري، إلا أنه وفق مصادر مطلعة، تم إرجاؤها إلى شهر فبراير المقبل، بعد الانتهاء من المفاوضات الجارية بين الرباطوباريس، حول قضية الصحراء المغربية، وقد تم منح وقت أطول لتوسيع المفاوضات بهدف الوصول إلى خلاصة تؤدي إلى قيام ماكرون بزيارة رسمية إلى الرياط ولقاء الملك محمد السادس.
وتراهن المملكة المغربية بكل الوسائل إلى دفع فرنسا لإعلان موقفها النهائي والصريح بشأن الصحراء، وبالخصوص إعلان دعمها لسيادة المغرب على الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي لحل هذا النزاع، على غرار ما فعلت دول أخرى، مثل إسبانيا وألمانيا، وبالأخص الولاياتالمتحدةالأمريكية، تماشيا مع ما أكده الملك محمد السادس في خطاب بماسبة عيد العرش، أن الصحراء هو "المنظار" الذي تنظر به الرباط في علاقاتها الخارجية مع الدول، ولم يعد مقبولا من الدول، خاصة الصديقة والحليفة، اتخاذ مواقف مزودجة، وتبقى فرنسا من أكثر الدول معنية بهذا الكلام.
ومن المنتظر أن تطوي زيارة ماكرون للمغرب صفحة "البرود في العلاقات الثنائية، إذ لوحظ مؤخرا تحسن في العلاقات بين الجانبين بعد شهور الأزمة الطويلة، حيث حلّت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، بالعاصمة الرباط، والتقت بوزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، وأعلنت خلال الزيارة انتهاء أزمة التأشيرات مع المغرب، كما أوضحت بأن فرنسا موقفها كان دائما داعما للمغرب في قضية الصحراء.