حملت رسالة التهئنة التي وجهها الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، إلى الرئيس الفرنسي المعاد انتخابه إمانويل ماكرون، على جانب "سياسي استراتيجي" يروم ما يبدو "تصحيحا" لتحركات ماكرون على صعيد حقل السياسة الخارجية الخاصة بمنطقة شمال افريقيا، والمنطقة المغاربية. فقد دعا عبد المجيد تبون، الرئيس الفرنسي إلى زيارة الجزائر "عن قريب" لإعادة إحياء العلاقات بين البلدين المتوترة منذ شهور، معبرا عن "ارتياحه لجود العلاقات الشخصية المتسمة بالثقة والجودة وللتطورات التي أحرزتها ولو نسبيا الشراكة الجزائرية الفرنسية".
واستغل الرئيس تبون مناسبة إعادة انتخاب ماكرون لدعوته إلى زيارة الجزائر "عن قريب" من أجل إطلاق "ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الملفات الكبرى .. وإلى تكثيف وتوسيع العلاقات الجزائرية الفرنسية" كما جاء في رسالة التهنئة.
ووفق متابعين، فدعوة الرئيس الجزائري لنظيره الفرنسي، تأتي في سياق ما كسره ماكرون من "قاعدة انتهجها ما سبقه إلى قصر الإيليزيه، إذ قام بعد انتخابه بزيارة المغرب كثاني وجهة افريقية بعد مالي، وأول بلد في المنطقة المغاربية، عكس التحركات الدبلوماسية التي دشناها سلفاه فرنسوا هولاند و ساركوزي، حيث زارا الجزائر قبل الرباط.
وعرفت العلاقة بين الرباطوباريس بعض التراجع على المستوى الاقتصادي، بحسب مراقبين نظرا لأن المغرب يؤمن بأن فرنسا ليست الشريك الوحيد الذي يعتمد عليه، كما أن الزيارات بين البلدين انخفضت وتيرتها بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الماضية.
يذكر أن العلاقات الجزائرية الفرنسية شهدت توترا وأزمة دبلوماسية كبيرة بعد تصريحات للرئيس ماكرون، في أكتوبر 2021، اعتبر فيها أن الجزائر بعد استقلالها عام 1962 اثر 132 عاما من الاستعمار الفرنسي، أقامت "ريعا للذاكرة" عزّزه "النظام السياسي-العسكري".
وإثر ذلك استدعت الجزائر سفيرها في باريس ولم يعد سوى في 6 يناير الفائت بعد أن أعرب الرئيس الفرنسي عن "أسفه" لهذا الجدل وأكد "تمكسه الكبير بتطوير" العلاقات الثنائية.