أولت دولة الامارات العربية المتحدة اهتماما لافتا لقطاع المياه في المناطق والمحافظات اليمنية حرصا على العيش الكريم للمواطنين، حتى يتجاوزا محنة الحرب المدمرة بالبلد. وشكل قطاع المياه الصالح للشرب، أحد القطاعات الأساسية التي حظيت باهتمام كبير ضمن خطة الاستجابة الإنسانية الطارئة التي تبنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر أذرعها الإنسانية العاملة للتخفيف من معاناة المتضررين جراء الحرب الدائرة في البلد منذ سنوات. في هذا الاطار، نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، سلسلة من المشاريع الخدمية والتدخلات العاجلة، التي أسهت في إنعاش قطاع المياه وإيصال الإمدادات للكثير من المناطق السكنية المحرومة في عدة محافظات يمنية، حيث بدأت الهيئة خلال الأشهر القليلة الماضية، تنفيذ مشروع جديد، تضمن بناء ثلاثة خزانات مياه سعة 700 متر مكعب لكل خزان لعدد 3 قرى (الغرف- القرية- قسم) بمديرية تريم محافظة حضرموت. وهو من المشاريع الهامة التي تسهم في تأمين مياه نظيفة لنحو 42 ألف نسمة. هذا المشروع يأتي تجسيداً للاهتمام الذي توليه دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لتحسين الأوضاع الإنسانية بصورة عامة في اليمن، وتعزيزاً للمبادرات التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتخفيف معاناة السكان ودعم مشاريع البنية التحتية لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشونها. كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلةً في "هيئة الهلال الأحمر"، على مدى ثلاث سنوات، بتنفيذ 32 مشروعاً لتوفير مياه الشرب النقية بمناطق ومحافظات الساحل الغربي اليمني، استفاد منها ما يقارب 600 ألف يمني، وذلك ضمن حزمة من المشاريع و بادرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، منذ الوهلة الأولى لتواجدها بالساحل الغربي لليمن، بوضع خطة مساعدة إنسانية متكاملة، كان لمشاريع المياه النقية الأولوية فيها، دعماً لاستقرار الأسر اليمنية، وتوفير سبل العيش الكريم لها، وعدم التنقل من مكان إلى آخر، بحثاً عن المياه الصالحة للشرب. وفي هذا الصدد، قامت الهيئة بإعادة تأهيل وترميم وبناء مشاريع المياه الاستراتيجية المركزية، ومن بينها مشروع مياه مدينة "ذوباب" ومدينة "الشقيراء" بالوازعية، الى جانب مشروع مدينة "المخاء" وقرية "الجديد" وقرى "الزهاري" و"يختل" و"موشج"، ومشروع مدينة "قطابا" و"دار الشجاع"، في خطوة كانت محل إشادة وترحيب من أهالي تلك المناطق ذات الكثافات السكانية العالية، والذين كانوا يعانون كثيراً في سبيل توفير المياه لهم ولأسرهم. المشاريع الإماراتية في مجال توفير المياه لليمنين، شملت "مبادرة سقيا الإمارات"، التي تضمنت تأهيل وحفر 23 بئراً صالحة للشرب في القرى النائية بمديرية "ذوباب الجافر" و"المطابع" و"العميسي" و"الوطن "، و"شعنون" و"النزيلة»، وقرى واقعة في مديرية "المخا" وهي "نوبة عامر" و"حصب الحريشي"، وكذا ب"المراوشة" و"الأزهف" و"الأزواح»، علاوة على قرى مديرية الدريهمي «غليفقة و"الأبرق" و"كتف مراد" و"دير يحيى" و"دير عبدالله" و"الشجيرة" و" النخيلة" و"القازة" و"القضبة" و"القزعة" و"بني الأهدل"، الى جانب قرى "البقعة بالتحيتا"، وغيرها من المشاريع التي نجحت في تأمين مياه الشرب النقية لسكان الساحل الغربي. ولم تقتصر جهود الهيئة الإماراتية، على أعمال الحفر والصيانة والترميم فقط، بل عمدت إلى تزويد هذه الآبار بمصدر الطاقة الكهربائية اللازمة لضخ المياه وضمان الحصول عليها عبر منظومة الطاقة الشمسية، أو من خلال توفير المولدات اللازمة للتشغيل. وقد أولى "الهلال الأحمر الاماراتي" مشاريع المياه في الساحل الغربي جل اهتمامه، نظراً لأهميتها في حياة الناس، حيث مشروع على سبيل المثال لا الحصر، مشروع "سقيا" الإمارات، في مساعدة القرى النائية في "ذوباب" و"باب المندب" و"المخا"، و"الخوخه" والتحيتا والدريهمي وبيت الفقية، إلى جانب إصلاح وإعادة تأهيل عدد من مشاريع المياه، مثل مشروع الوازعية الذي يغذي عشرين قرية يسكنها أكثر من عشرين ألف يمني، ومشروع مدينة ذوباب التي يسكنها 15 ألف نسمة، ومشروع مياه قرية القطابا التي يسكنها 13 ألف نسمة. وأعرب ممثلو السلطات المحلية ومشايخ وأعيان المناطق والمواطنون اليمنيون عن شكرهم الجزيل لدولة الإمارات التي تمد لهم يد العون على الدوام، من أجل استقرارهم وإعادة تطبيع حياتهم، ورسم الابتسامة على وجوههم، ورفع المعاناة عن كاهلهم. كل هذه المشاريع وأخرى، تندرج ضمن تدخل دولة الامارات العربية المتحدة، لدعم البنية التحتية في العاصمة عدن، وقرى ومحافظات أخرى في عموم التراب اليمني، ووفق الأولويات التي حددتها مؤسسة المياه والصرف الصحي والمقيدة اليمنية، والمقيدة برنامج زمني محدود وقصير مُلزم للشركات المنفذة لضمان سرعة انتشال هذا القطاع، وتطوير قدراته وامكانياته بما يُلبي حالة الاحتياج الكبير والتوسع السكاني في مختلف القرى والمحافظات اليمنية. هذا، وبدأت باكورة الدعم الاماراتي الاقتصادي والإنساني لليمن، منذ سنوات الحرب؛ نتيجة إدراك عميق بأهمية الوقوف الإنساني إلى جانب اليمنيين في المحن و الأزمات، وهو الدعم اللامحدود، الذي احتل فيه تأهيل البنية التحتية الصدارة، وحظي باشادة من طرف السكان، و مسؤولين في عدن، ومحافظات وقرى أخرى، واعتبروه "نقطة البداية لقادم أجمل بدعم من حلفائنا في الحرب وشركائنا في التنمية"، في إشارة للدور الإماراتي الفاعل في تنمية اليمن، وضمان العيش الكريم لمواطنيها.