أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بفاس، أن " العولمة جعلت أقدارنا، أكثر من أي وقت مضى، مواجهة حرب في أوروبا، وجائحة كورونا، و تركز انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في بعض مناطق العالم. وأوضح بوريطة، خلال افتتاح الاجتماع الوزاري للمنتدى التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، أن " هذه النتائج تبدو بمثابة تذكير دائم لضمائرنا على حتمية العمل معًا والتركيز على ما يوحدنا، ويجمعنا، وليس على ما يفرقنا ويقسمنا"، موردا :" واجبنا هو الانخراط في الحوار وإسكات أسلحة العنف". وتطرق وزير الخارجية المغربي إلى ضعف تمثيلية القارة الإفريقية في مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات للأمم المتحدة، مؤكدا أن " افريقيا لا تمثل سوى 20 بالمئة من الأعضاء، وتمثل إفريقيا جنوب الصحراء 15 بالمئة فقط، بينما تمثل أوروبا قرابة 34 بالمائة من هذه الدول، مبرزا أن تقريبا كافة الدول العربية وأمريكا اللاتينية هي أعضاء في المجموعة". وفي هذا الصدد، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الدول الإفريقية إلى الانضمام لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات للأمم المتحدة، مبرزا أن " بحر الأبيض المتوسط مهد للعديد من الحضارات، و تنوعها قوة للتحالف ولديها أصول هائلة لضمان التكامل الاقتصادي والتنمية للمنطقة بأسرها". وتابع بوريطة أن " التحالف يمكن أن يستفيد من مكونه المتوسطي لتعزيز الحوار والتفاهم والسلام في المنطقة، والنهوض بالمشاريع المشتركة، مشيرا الى أن " الاتحاد من أجل المتوسط، الذي من المقرر أن يعقد منتداه السابع، يوم الخميس المقبل في برشلونة، يمكن أن يشكل محفزا في هذا الاتجاه". كما شدد وزير الخارجية المغربي أن " التحالف ينبغي أن يبرز كقوة اقتراحية، قادرة على الإسهام بأفكار من شأنها أن تعزز الحوار والسلم في العالم، داعيا إلى دراسة إمكانية بلورة مخطط عمل شامل للتحالف بالنسبة للسنوات القادمة، والذي سيمثل خارطة طريق، تضم إجراءات ومشاريع ملموسة كفيلة بتعزيز الحوار والتفاهم والسلام". وأورد ذات المتحدث :" وتحقيقا لهذه الغاية، يمكننا دراسة إمكانية وضع خطة العمل العالمية للحلف للسنوات القادمة، والتي من شأنها أن تمثل خارطة طريق، تحتوي على إجراءات ومشاريع ملموسة وواضحة لتعزيز الحوار والتفاهم والسلام". وأضاف ناصر بوريطة :" لقد جدد جلالة الملك محمد السادس في رسالته السامية الى هذا المنتدى، تطلع المغرب الى أن يؤدي هذا المنتدى إلى نتائج ملموسة. لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، نظرا لأهمية الموضوع والوعي براهنيته"، وبالتالي فالأمر متروك لنا للعمل معا لتحقيق هذا التطلع الذي نحن عليه، نتشارك جميعًا في المساهمة في المشاركة العالمية لثقافة الانفتاح والحوار والتسامح والسلام". هذا، و يترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بشكل مشترك مع نائب الأمين العام، الممثل السامي لتحالف الأممالمتحدة للحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، هذا المنتدى العالمي الذي يعرف مشاركة 1000 مشارك، موزعين بين وفود رسمية تنتمي إلى مجموعة دول ومنظمات أصدقاء التحالف والمجتمع المدني وفاعلين في مجال عمل التحالف وأكاديميين وشباب وطلبة. يشار الى أن هذه التظاهرة العالمية، التي تحضرها ثلة من الشخصيات رفيعة المستوى من بينها وزراء وبرلمانيون ودبلوماسيون وقيادات دينية، تروم تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات والحضارات ومد الجسور من أجل توحيد الشعوب، بعيدا عن اختلافاتهم الثقافية أو الدينية، وذلك من خلال تطوير سلسلة من الإجراءات الملموسة الهادفة إلى تجنب الصراعات وبناء السلام.