كشفت معطيات لوزارة الداخلية أن المجهودات المتواصلة للسلطات العمومية لمكافحة الزراعة غير المشروعة للقنب الهندي، أدت إلى تقليص المساحات المزروعة بحوالي 80 في المائة مقارنة بسنة 2003 (ما يقارب 134 ألف هكتار)، سنة إنجاز أول دراسة ميدانية، لتستقر سنة 2022 في حدود 28 ألف هكتار وفي إطار محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، أفادت المعطيات التي تضمنها تقرير لمنجزات الوزارة برسم السنة المالية 2022، والذي تتوفر "الدار" على نسخة منه، أن وزارة الداخلية عملت على مواصلة تنفيذ مضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات المبنية على ثلاث ركائز أساسية، تتمثل بداية في تقليص العرض من خلال تخفيض حجم المساحات المزروعة بالقنب الهندي، ثم محاربة ترويج وتقريب المخدرات ولاسيما من خلال استهداف شبكات الاتجار والتهريب الدولي المتحكمة في قوانين العرض والطلب، ثم أخيرا تقليص الاستهلاك عبر تشديد الخناق على شبكات الترويج، وتعبئة فعاليات المجتمع المدني من أجل التحسيس بالمخاطر الناجمة عن استعمال المخدرات . ومن جهة أخرى، أكد التقرير أنه تم تسجيل 758 ألف و254 قضية على المستوى الوطني خلال ثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية 39 في المائة من مجموع هذه تشكل تتعلق بالمس بالأشخاص والممتلكات، مبرزا أن الجريمة بالمغرب تبقى مركزة أكثر في المدن (78 في المائة من مجموع الجرائم والمخالفات المسجلة)، بينما يسجل الباقي بالعالم القروي، موضحة أن مجهودات السلطات المحلية والمصالح الأمنية أفضت إلى تحقيق نسبة حل القضايا وصلت إلى 90 في المائة؛ تم على أثرها توقيف وإحالة ما يقارب 692.194 شخصا على العدالة بمن فيهم 3 في المائة من القاصرين. وفيما يخص قضايا المخالفات والجرائم التي تؤثر على الإحساس بالأمن لدى المواطنين، فقد بلغ عددها أزيد من 219.025 قضية أي حوالي 29% من مجموع القضايا المسجلة، وفق معطيات الوزارة، التي قالت إنه "بالرغم من تواضع أرقام الجريمة المسجلة، فإن مصالحها لاحظت أن مستوى الإحساس بعدم الأمن لدى المواطنين لا يتناسب في بعض الأحيان مع وضعية الجريمة". واعتبرت الوزارة أن التهويل الذي يرافق ارتكاب بعض الجرائم العادية وتناسل الإشاعات وطريقة تناول هذه الجرائم من طرف بعض وسائل الإعلام عوامل تساهم في رفع مستوى الإحساس بعدم الأمن دون أن يتسند إلى معطيات موضوعية. وبخصوص قضايا المخدرات، تمكنت السلطات الأمنية منذ مطلع سنة 2022، وحتى نهاية غشت الماضي، من ضبط ما يفوق 260 طن من مخدر الشيرا، وأزيد من 66 طن من نبتة الكيف، وأكثر من 225 كيلوغراما من عن الكوكايين، وأكثر من كيلوغرامين من الهيروين، بالإضافة إلى 557.985 قرص من الحبوب المهلوسة. وتابع المصدر ذاته أنه تم تفكيك العديد من الشبكات الإجرامية، وحجز العديد من وسائل النقل المستعملة في نشاطها منها البرية كالشاحنات والسيارات الخفيفة أو شاحنات النقل الدولي للبضائع، والبحرية كالزوارق النفاثة أو مراكب الترفيه أو الدراجات المائية، والجوية كالطائرات الخفيفة وتلك المسيرة عن بعد.