بدأ الناخبون البرازيليون في التوجه إلى صناديق الاقتراع، صباح اليوم الأحد، في إطار الجولة الثانية من الانتخابات العامة التي تميزت بتقاطب غير مسبوق وتوتر استمر حتى اليوم الأخير من الحملة. وتمت دعوة حوالي 157 مليون برازيلي إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد والاختيار، بين الرئيس الأسبق، اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (حزب العمال) والرئيس الحالي، اليميني جاير بولسونارو (الحزب الليبرالي) ، وكذلك حكام 12 ولاية. في هذا البلد القاري، يتبع افتتاح مراكز الاقتراع الجدول الزمني للعاصمة برازيليا، أي على الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (11 صباحا بالتوقيت العالمي) بينما من المقرر الإغلاق في حدود الخامسة مساء. وفي ولايات مثل أمازوناس (شمال غرب)، فتحت مراكز الاقتراع في الساعة 6 صباح ا بالتوقيت المحلي وتغلق في الساعة الثالثة مساء ، بينما في الشمال الشرقي، تبدأ ولاية فرناندو دي نورونها في استقبال الناخبين في الساعة 9 صباح ا وتغلق أبوابها على الساعة 6 مساء . تجري انتخابات الأحد، التي ت بقي منطقة أمريكا الجنوبية بأكملها في حالة ترقب وكذلك مختلف شركاء القوة الأولى في أمريكا اللاتينية، في مناخ من التوتر دفع السلطات المحلية إلى حظر حمل الأسلحة وتعزيز التدابير الأمنية . ودعا رئيس المحكمة الانتخابية العليا، القاضي ألكسندر دي مورايس ، البرازيليين يوم السبت، عشية الجولة الثانية من الانتخابات ، إلى التصويت "بهدوء وحرية" ومعارضة "أي نوع من أنواع الإكراه". كما شجع رئيس أعلى سلطة انتخابية في البرازيل الناخبين على تجنب الامتناع عن التصويت – الذي بلغ 20 بالمائة في الجولة الأولى ، على الرغم من أن التصويت إلزامي في البلاد – من أجل "بناء دولة أفضل". واجه دي مورايس انتقادات شديدة من بولسونارو، الذي اتهمه بتقويض ترشيحه والمناورة لصالح خصمه بأحكامه القضائية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتصدي للأخبار الزائفة. كما انتقد الزعيم اليميني مرار ا وتكرار ا نظام التصويت الإلكتروني، الذي تستخدمه البرازيل منذ عام 1996 ، والذي خلق توتر ا وأثار مخاوف من عدم قبول النتائج. ويحمل المرشحان مشاريع متعارضة تمام ا في مقاربتهما ، بهدف معالجة أوضاع بلد عانى كثيرا بسبب الوباء الذي تسبب في وفاة نحو 70 ألف شخص، بالاضافة إلى آثار الحرب في أوكرانيا التي أبطأت النمو الاقتصادي. وزادت الفجوة بين المرشحين في الجولة الأولى، كما في استطلاعات النوايا، من حدة التوتر. وعلى عكس كل توقعات معاهد استطلاعات الرأي، أنهى بولسونارو الجولة الأولى بفارق 5 نقاط خلف لولا ، بنسبة 48.4 بالمائة. وكاد الفارق غير المتوقع أن يضعف مصداقية مؤسسات استطلاعات الرأي، المتهمة بالتحيز من قبل أنصار بولسونارو الذين طالبوا ، من دون جدوى ، بفتح تحقيق برلماني. في أحدث استطلاع أجراه معهد داتا فوليا، ن شر عشية الانتخابات، حصل الزعيم التقدمي على 49 بالمائة من نوايا التصويت، مقابل 45 بالمائة لبولسونارو ، وهي نتيجة تقترب من التعادل التقني لأن هامش الخطأ من نقطتين و 4 بالمائة سيصوتون على ورقة بيضاء أو لاغية و 2 بالمائة لم يقرروا بعد. وتتم مراقبة الاقتراع بشكل خاص من قبل بعثات من منظمة الدول الأمريكية، واتحاد الدول الأمريكية للهيئات الانتخابية والمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية.