في محاولة من النظام العسكري الجزائري للعودة الى الأضواء، والخروج من مرحلة الفتور، و "العزلة الدولية" المفروضة عليه، استقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو. وكما هو ديدن كابرانات قصر "المرادية"، لم تخلوا مباحثات الرئيس تبون، مع نظيره الفنزويلي، من قضية الصحراء المغربية، مما يؤكد بأن النظام الجزائري هو الطرف الرئيسي في هذا النزاع المصطنع، وبأنه يبذل كل جهود لإدامة هذا النزاع، وعرقلة الجهود الأممية لحله. وسائل الاعلام الجزائري، انخرطت في جوقة التطبيل لهذه الزيارة، محاولة اظهار النظام العسكري الجزائري، كالساهر على القضية الفلسطينية، واستقرار الوضع في ليبيا، رغم أن كابرانات المنظومة العسكرية الجزائرية، يقدمون أسوأ الخدمات لهاتين القضيتين، من خلال مواقفها التي لا تشي سوى بالأحقاد. غير أن ما يظهر قمة العبث التي وصل اليها النظام العسكري الجزائري، هو أن جميع ملوك، ورؤساء، وأمراء الدول الذين وجهت لهم الدعوة لزيارة الجزائر، لم يكتروا بهذه الدعوات، التي أصابت النظام الجزائري في المقتل، ووضعته في وضع حرج أمام أنظار العالم. ودخل كابرانات قصر "المرادية" في عزلة إقليمية مفروضة منذ نجاح المملكة المغربية في دك معاقل جبهة "البوليساريو" الانفصالية، الدمية التي تحركها أنامل هؤلاء الكابرانات، مما دفعهم الى مسايرة تيار يميل إلى المهادنة واستعطاف مواقف من دول أوروبية لعلها تلملم الجراح الجزائرية المتخمة بالضربات الموجعة للدبلوماسية المغربية. وما يعمق من عزلة النظام الجزائري، التي بدأت بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء هو سقوط ورقة إسبانيا من يديه، دون نسيان العزلة الدولية التي يعيشها الرئيس تبون، والمحيطين به على مستوى الأممالمتحدة، وعلى مستوى جامعة الدول العربية. استقبال الرئيس تبون لنظيره الفينزويلي، وان كانت معاكسة قضية الصحراء المغربية، هي محركها الأساس، الا أنها في واقع الأمر تكشف حدة الأزمة التي يعيشها النظام العسكري الجزائري في الآونة الأخيرة، والتي وصلت الى حد تضخم وهم الريادة الإقليمية لدى كابرانات قصر "المرادية"، وعلى رأسهم عبد المجيد تبون الذي لايتوانى في كل خرجة اعلامية له في ترديد خطابات نجحت المؤسسة العسكرية الحاكمة في تحويلها إلى مسكنات و"منومات" لشعب أهدرت حقوقه الأساسية بأسطوانة "العداء للمغرب". وعكس الجزائري، يواصل المغرب تعزيز ريادته الدولية والإقليمية، كفاعل يدفع في اتجاه تسوية الأزمات بالطرق السلمية، والاسهام في إحلال السلم والأمن والاستقرار في القارة الافريقية، ولا أدل على ذلك، الاجتماعات الافريقية الكبيرة التي تحتضنها الرباط من حين الى آخر، كان أخرها الاجتماع الأول لدول المنطقة الأطلسية، فضلا عن المصداقية التي تتمتع بها الدبلوماسية المغربية في افريقيا منذ عودة المملكة الى حظيرة الاتحاد الافريقي، ونجاحها في تحقيق اجتماع على عدالة القضية الوطنية الأولى للمغرب.