عاشت الجزائر وابواقها الإعلامية، في الأسبوع الماضي، ساعات وأيام تعيسة بسبب النكد والخيبة التي سببها لها الاستقبال المتميز الذي أقامه الرئيس التركي أردوغان على شرف نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ بما يرمز الى بداية عهد جديد في العلاقات التركية الإسرائيلية. وقد وصفت الصحافة الدولية حفاوة الاستقبال الذي لقيه الرئيس الإسرائيلي في تركيا بالمبهرة والتاريخية وغير المتوقعة. كما نوهت صحف العالم بالتحول الذي ستعرفه علاقات البلدين لما فيه خير المنطقة وأمنها وسلامها. وأمام هذه المواقف التاريخية ظلت الدبلوماسية الجزائرية تتابع هذه التطورات وهي ملتزمة بالصمت المطبق على غير عادتها في التطبيل والتهليل لخطابات الرئيس التركي ومواقفه. لقد كان الاستقبال التاريخي للرئيس الإسرائيلي عبارة عن آخر مسمار يدق على نعش شيوخ الجزائر بعد أن نبذتهم كل الدول العربية وأصدر قادتها بلاغا مدويا يؤكد على مغربية الصحراء، قبل أن يتلقى النظام العسكري صفعة أخرى حين قررت الدول العربية تأجيل القمة العربية التي كانت منتظرة في الجزائر. وقد تكاثرت الركلات والصفعات التي تلقتها الجزائر وزادت من عزلة نظامها العسكري أوروبيا وإفريقيا وعربيا، فبعد بلاغ برلمان مجموعة سيداو في العيون، تصريحات مسؤولي الاتحاد الاوروبي في بروكسيل وتقريعات الرئيس الفرنسي الذي لم يفتأ يوبخ النظام الجزائري ويعتبره مصدر معاناة حقيقية للشعب الجزائري، جاءت ركلة رجب أردوغان لتعمق جراحات نظام الكابرانات وتحد من نعيق غربانه. وإذا كان الرئيس اردوغان قد ساهم في الحد من ضجيج الخراب والتضليل الذي يشبه الى حد كبير اصوات الشؤم والأبوام الصادرة عن أطلال قصر المرادية، من الذين يخذرون شعوبهم بتنصيبهم لأنفسهم حماة للقضية الفلسطينية بدون إذن الشعب الفلسطيني وقياداته، فإن هذه الركلات قد جرت مشاعر الخيبة والمهانة ايضا على أشباه الصحفيين المسخرين من طرف أجهزة الكابرانات والمستغلين لمواقعهم بقناة الجزيرة القطرية كي يلوذوا بالصمت الخجول، ويريحوننا من خربشاتهم وتدويناتهم المحرضة والمشوشة وخاصة منهم خديجة بنقنة وحفيظ الدراجي والمسمى جمال ريان. أحد أبواق الجزائر، المغربي علي لمرابط، بلع لسانه في انتظار تعليمات قصر المرادية.