قررت الجزائر حظر كل الواردات من إسبانيا، بدءا من اليوم الخميس، بعد ساعات من تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا قبل 20 عاما، وألزمت الجانبين بالتعاون في السيطرة على تدفقات الهجرة. وخرجت إسبانيا على لسان وزير خارجيتها، خوسيه مانويل ألباريس، لتؤكد أن حكومة مدريد "تحلل تداعيات" القرار الجزائري، وأنها سترد "بهدوء وحزم"، مضيفا أنه " لا توجد صعوبة في تدفق الغاز". ويعزى القرار الذي اتخذه النظام العسكري الجزائري، الى الموقف الأخير لمدريد من قضية الصحراء المغربية، بعد إعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، وقرار طي صفحة الأزمة الدبلوماسية مع الرباط، وتدشين مرحلة جديدة من التعاون الثنائي المثمر على أسس الثقة والتفاهم والحوار. ودخلت اسبانيا منذ أشهر في رحلة بحث عن إيجاد بدائل جديدة لتقليص الاعتماد على الغاز الجزائري، حيث كانت أولى الوجهات هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأمر الذي سجل في الشهرين الأخيرين، ارتفاعا كبيرا في واردات إسبانيا من الولاياتالمتحدة وتفوقها لأول مرة عن واردات الغاز القادم من الجزائر. في 16 ماي الماضي، قام أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة الى مدريد، تباحث خلالها عدد من الملفات الاقتصادية المشتركة؛ كان من أبرزها ملف الغاز الذي بات يؤرق "قصر المونكلوا" في ظل تراجع تدفقات الغاز الجزائري إلى إسبانيا، حيث توجت الزيارة بالتوقيع على عقد جديد بين قطر وإسبانيا بخصوص رفع إمدادات الغاز الطبيعي في الظرفية الحالية، اعتباراً لتداعيات السياق الجيو-استراتيجي الدولي والإقليمي. الانتصار الذي حققه المغرب في "معركته" الدبلوماسية مع اسبانيا، أصاب كابرانات النظام العسكري الجزائري، بالسعار، مما جعلهم يشهرون ورقة "الغاز" في وجه الجارة الايبيرية للمملكة، هذه الأخيرة التي قللت من تأثيرات القرار الجزائري على إمداداتها من الغاز، ودفعها الى التوجه صوب زيادة تدفقات الغاز القطري إليها في الأسابيع المقبلة. وعرفت حصة الغاز الجزائري في السوق الإسبانية، تراجعا بعد توقف أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، إذ انخفضت المشتريات الغازية لاسبانيا من الجزائر في الأشهر الثلاثة الماضية من الموسم الجاري بعدما كانت الجزائر المورد الأول للمملكة الإسبانية، وانخفضت حصة الغاز الجزائري في السوق الإسبانية بنسبة 32.9 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية من الموسم الجاري، لتغطي 26.1 في المائة من الاستهلاك الوطني، حسب ما نشرته وسائل اعلام اسبانية. يشار الى أن قطر تعد خامس أكبر مورّد للغاز الطبيعي إلى اسبانيا، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر ونيجيريا ومصر، وذلك بنسبة 4.4 بالمائة من وارداتها الإجمالية من الغاز، حسب آخر الإحصائيات المتعلقة بشهر أبريل الماضي.