أجرى وزير التجهيز والماء، السيد نزار بركة، يوم الثلاثاء في ديامنيديو، بالقرب من دكار، سلسلة محادثات مع عدد من نظرائه الذين يشاركون في أعمال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي للماء، تناولت بحث سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الماء. وهكذا التقى السيد بركة، الذي يترأس الوفد المغربي رفيع المستوى في أعمال هذه الدورة، بالوزير الفلسطيني المكلف بمفاوضات المياه السيد شداد عتيلي. وأكد المسؤول الفلسطيني، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، أن المباحثات مع الوزير المغربي ركزت على التعاون بين فلسطين والمملكة المغربية والعلاقات الأخوية بين البلدين. وأضاف أن المباحثات ركزت أيضا على سبل مساعدة الفلسطينيين والخبراء الفلسطينيين في مجال المياه والصرف الصحي، مذكرا بأن المغرب وفلسطين سبق وأن وقعا اتفاقية تعاون في هذا المجال. ومن جانيه قال السيد بركة، إن اللقاء كان فرصة "لتأكيد موقف المغرب، وتقديم الدعم اللازم لأشقائنا الفلسطينيين، لا سيما في مجال المياه"، مضيفا أنه "تم وضع خارطة طريق سننفذها وسنعززها". وأضاف أن خارطة الطريق هذه، تهدف بشكل أساسي إلى تقديم المساعدة التقنية في مجال تحلية المياه وكذلك بناء القدرات، وتبادل الخبرات المغربية الناجحة مع الفلسطينيين من أجل تمكينهم من الوصول إلى الحق في الماء كجزء من القانون الدولي. كما أجرى السيد بركة، مباحثات مع وزير الماء الإيفواري السيد لوران تشاغبا، الذي أكد أن بلاده ترغب في الاستفادة من تجربة المغرب في إدارة الموارد المائية، مشيرا إلى أن المملكة "لها تاريخ وحضارة متجذرة في الماء". وفي تصريح للصحافة عقب هذا الاجتماع، شدد السيد تشاغبا على رغبته في لقاء السيد بركة بهدف "بناء جسر ثان بين المغرب وكوت ديفوار". وقال "الجسر الأول هو الجسر المصنوع من خشب الأبنوس الذي وضعه الرئيس فيليكس هوفويت بوانيي والملك الراحل الحسن الثاني، واليوم سار الرئيس الحسن واتارا على خطى والدنا المؤسس لتوطيد هذه العلاقات مع المغرب". وأشار الى أن الكوت ديفوار "تواجه العديد من الصعوبات في هذا القطاع، ونعلم أن المغرب بلد له تاريخ وحضارة متجذرة في المياه، ونريد أن نكون قادرين على الاستفادة من خبرته ومعرفته وإبداعه في حشد الموارد للاستثمار وتطوير البنى التحتية التي ستكون قادرة على إخراج السكان من ندرة المياه". وأعلن عن لقاء مرتقب مع السيد بركة في الأيام المقبلة في المغرب، والذي سيكون فرصة، حسب قوله، "لوضع خطة تعاون جيدة وطموحة". كما التقى السيد بركة وزير المياه والصرف الصحي الموريتاني السيد محمد الحسن ولد بوخريص . وفي تصريح مماثل، قال الوزير الموريتاني إنه تشرف بإجراء محادثات مع نظيره المغربي، مضيفا أنهما استعرضا التعاون الثنائي بين المغرب وموريتانيا، فضلا عن العلاقات الممتازة التي تربط البلدين والشعبين. وأشار السيد ولد بوخريص إلى أن المحادثات مع السيد بركة كانت فرصة "لمناقشة التجربة المغربية في إدارة المياه السطحية، وهي تجربة نود أن نرى إلى أي مدى يمكن تطبيقها في موريتانيا مع مراعاة خصوصية (البلد)". وأضاف أن الجانبين أعادا إطلاق إطار التعاون والمساعدة التقنية بين البلدين. وفي إطار فعاليات المنتدى العالمي التاسع للماء، الذي يتواصل لغاية يوم السبت المقبل، أجرى وزير التجهيز والماء أيضا مباحثات مع المدير العام لسلطة المياه في إسرائيل، غيورا شاحام. وركز الاجتماع على العلاقات بين المغرب وإسرائيل وآفاق تعميق التعاون الثنائي في مجال المياه. ومن جهة أخرى التقى السيد نزار بركة بالسيدة جينيفر ج سارة المديرة الرئيسية للقطب العالمي للخبراء في المياه التابع للبنك الدولي، والتي تشارك في أعمال الدورة التاسعة من المنتدى العالمي للماء إلى جنب مع رئيس مجموعة البنك الدولي، دافيد مالباس، الذي سيقوم اليوم الأربعاء بزيارة عمل للمغرب تستغرق يومين. تجدر الإشارة إلى أن السيد نزار بركة أشرف يوم الاثنين خلال افتتاح هذا المنتدى على تسليم النسخة السابعة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، للفائز بها "منظمة تنمية نهر السنغال". كما شارك في اجتماع "قطاع الوزراء" الذي خصص للترتيبات التي يتعين اتخاذها لتنفيذ التزامات إعلان دكار لأهداف التنمية المستدامة. المصدر: الدار-وم ع