أمس الخميس، خرج المنتخب الجزائري، مهانا من كأس الأمم الافريقية بالكاميرون، وهو الخروج، الذي يعزى الى "عسكرة" كابرانات المنظومة العسكرية بالجزائر لكرة القدم، وإخراجها من سياقها الرياضي الصرف. هذا التوجه، بدا جليا منذ الأيام الأولى لوصول المنتخب الجزائري، الى الكاميرون لخوض مباريات "الكان"، حيث نزلت العصابة الحاكمة في قصر "المرادية" بكل ثقلها للضغط على لاعبي المنتخب الجزائري، وتسييس كرة القدم، وهو ما اتضح بشكل جلي، في تعليق حفيظ الدراجي، على مباراة أمس، التي أخرجها عن سياقها الكروي، وحاول تبرير هزيمة منتخب بلاده، ب"المس" و "السحر". منشورات العديد من المسؤولين الجزائريين بخصوص مباريات كرة القدم التي خاضها المنتخب الجزائري، أثارت سخرية كبيرة لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى تدخل الرئاسة الجزائرية وكبار الجنرالات في أبسط المباريات بخلاف السائد في دول العالم، حيث يتم الحفاظ على كرة القدم في نطاقها الرياضي. وغرد رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، على "تويتر" قائلا: "ستبقون كبارا، برغم التعادل في مباراتكم الأولى في البطولة الإفريقية.. نحن معكم دوما وأبدا، في السراء والضراء.. موفقون بحول الله"؛ وهي "التغريدة" التي تداولتها بتهكم العديد من الصفحات الافتراضية"، معتبرة بأن " هذا الكلام يعتبر تدخلا سافرا في كرة القدم، وشؤون المنتخب الجزائري. وسعى النظام العسكري الجزائري، الى استغلال مباريات المنتخب الجزائري، لبيع الوهم للشعب الجزائري، ومحاولة الهاء الشعب عن قضاياه الأساسية، واشغاله ب"نجاحات وهمية"، وقت تراكم فيه البلاد خيبات سياسية و اقتصادية واجتماعية، ومنها أزمة ندرة المواد الأساسية في الجزائر، وعلى رأسها الحليب والزيت. وكانت العصابة الحاكمة في الجزائر تمني النفس باستغلال حماس الشعب الجزائري، وشغفه بكرة القدم، وبالانتصارات لتحجيم الاحتقان الشعبي بسبب سوء التدبير الاقتصادي والسياسي للنظام الجزائري، الغارق في الفضائح، وقضايا فساد تزكم الأنوف. استراتيجية الهاء، وتجييش، لم تؤتي أكلها، بعد خروج مذل للمنتخب الجزائري من الدور الأول، خاوي الوفاض، مما أغضب الشعب الجزائري، وحشر النظام العسكري الجزائري في الزاوية الضيقة، وأظهر بأن خطاباته و أيديولوجية " الانتصارات الوهمية"، التي حاول الترويج لها انهارت بين أرجل منتخب كوت ديفوار. النظام العسكري الجزائري، حاول دغدغة المشاعر، والعزف على المخيال الشعبي للشعب، عبر ترويج أسطوانة إصابة المنتخب الجزائري ب"المس"، و"السحر"، عندما عجز لاعبوه عن تسجيل أهداف في "كان" الكاميرون، وبرعوا في تضييع الأهداف ببشاعة واضحة. ودفع فشل النظام العسكري الجزائري في استغلال كرة القدم، الى مهاجمة المغرب من جديد، عبر عرابه في قناة "بين سبورت" الرياضية القطرية، حفيظ دراجي، الذي انهال على المغاربة بالسب والشتم وأقبح النعوت، في استمرار للهجمات الدنيئة التي دأب دراجي على شنها على المغرب، و المغاربة كلما وجد نفسه، ومع النظام العسكري الجزائري، في وضع حرج. في عالم كرة القدم تشحن الأحاسيس، وتتلهف القلوب الى الأهداف في شباك الخصوم، غير أن منطقها يقتضي من أحد طرفي اللعبة تقبل الهزيمة والفوز للآخر، الا في حالة كابرانات النظام العسكري الجزائري، الذي قاموا ب"تسييس" كل شيء في الجزائر، وتحميل كل اخفاقاتهم الى المغرب، ليخرجوا بذلك الكرة من نطاقها الرياضي الصرف، الى نطاق تصريف الأجندات السياسية، و تحميل الكرة المستديرة، التي تتقاذفها غابة من الأرجل في 90 دقيقة، أكثر مما تحتمل.