خروج اعلامي أقل ما يمكن أن نقول عنه أنه مثير للسخرية، والاستهزاء، ذلك الذي بصم عليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على عادته وهو يزيف الحقائق، وينشر المغالطات أمام الشعب الجزائري، في حوار مدروس، ومعد بعناية من طرف صحفيين لم تخفي قسمات وجوههما العداء الدفين تجاه المغرب، وهم يطرحون أسئلتهم البعيدة كل البعد عن أسئلة المقابلة الصحفية المهنية. الرئيس تبون حاول تغطية الشمس بالغربال، وهو يقول بأنه أنه لم يكن هناك تجاوب من طرف المغرب، للمشكلة، في الظرف الحالي، عقب استدعاء الجزائر لسفيرها لدى المملكة للتشاور، على خلفية تصريحات ممثل المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، رغم أن الجميع يعلم أن رد المغرب كان عقب تصريحات استفزازية لعراب العسكر الجزائري، رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجديد، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد بشكل افتراضي يومي 13 و14 يوليوز الماضي. وواصل الرئيس تبون، في لقاء دوري مع ممثلي وسائل الاعلام الوطنية، هذيانه، واصفا تصريحات سفير المملكة المغربية في نيويورك، عمر هلال، ضد الجزائر، ب "الخطيرة"، متناسيا، أو متجاهلا على عادة السادسة هناك في الجزائر، الدعم المالي واللوجيستي والسياسي الذي يوفره النظام العسكري لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي تعتبر منظمة إرهابية تفرح الإرهابيين في منطقة الساحل والصحراء بإيعاز، ودعم مطلق من عسكر قصر "المرادية"، بشكل يؤكد بأن "الجزائر هي، وستبقى كذلك، الطرف الرئيسي والمسؤول عن استمرار هذا النزاع، منذ أكثر من أربعة عقود، من خلال الجماعة الانفصالية المسلحة". الرئيس الجزائري، لم يتوقف عن هذا الحد، بل حاول ترويج مغالطات، وأكاذيب عندما قال بأن قضية الجزائر على استعداد لاحتضان أي لقاء بين "البوليساريو" والمغرب، ووضع الإمكانيات الضرورية تحت تصرفهما، لتسوية هذا النزاع، علما بأن الطرف الرئيسي في النزاع الإقليمي المصطنع حول مغربية الصحراء، هو الجزائر، وليس الكيان الوهمي، كما أن المعرقل الرئيسي لحل هذا النزاع هو الجزائر، وهذه حقائق لم تعد تخفى على أحد، بمن فيهم منظمة الأممالمتحدة، التي تشير الى مسؤولية الجزائر في استمرار هذا النزاع المصطنع. الخرجة الإعلامية للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أخطأت المسار، والوجهة، و لم تأتي إذن بجديد يذكر، بل هي تكرار لأسطوانة مشروخة دأب النظام العسكري الجزائري على اجترارها منذ عقود. وكان بالأحرى على الرئيس تبون أن يوجهه انتباهه لتفشي جائحة فيروس "كورونا" بالبلاد، وينقذ آلاف الجزائريين من الموت، عوض أن يختار هذا التوقيت بالضبط من أجل خرجة إعلامية بهلوانية لم تخرج عن الإطار المرسوم لها سلفا.