لازالت قضية دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، الى اسبانيا بهوية مزيفة، ومآل ذلك على علاقات الرباطومدريد، تثير تساؤلات وسائل الإعلام الإسبانية، التي أصبح تستغل كل مناسبة صحفية لطرح أسئلة على وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا. ووجه سؤال حول دخول غالي الى اسبانيا، الى وزير الخارجية، اليوم الثلاثاء، أثناء ندوتين صحافيتين مع نظيريها الصربي والكرواتي بالعاصمة الإسبانية مدريد. وأجابت أرانشا غونزاليس في الندوة الأولى على سؤال حول دخول زعيم البوليساريو إلى المستشفى في إسبانيا، بتكرار حديثها عن العلاقات الممتازة مع المغرب "الجار والشريك الاستراتيجي"، مؤكدة أن حكومتها "أعطت كل التفسيرات" للرباط بشأن استقبال غالي". أما في المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية الكرواتي، فبدت علامات الازعاج على غونزاليس، واكتفت بالقوال : "لن تضيف أي شيء" حول هذا الموضوع. لكن رغم ذلك بادرتها صحفية من إذاعة أوندا سيرو (قريبة من اليمين) عما تنوي فعله لتهدئة "شركائنا المغاربة"، فردت أرانشا غونزاليس بالقول "إن إسبانيا على اتصال دائم بالسلطات المغربية". وطغى موضوع دخول زعيم ميليشيات جبهة "البوليساريو" الى اسبانيا بهوية مزورة، على صفحات كبريات الصحف، والمواقع والقنوات الإخبارية الاسبانية، بالنظر الى العلاقات التي تجمع المغرب واسبانيا في مجالات مختلفة. وسبق أن أكدت وزارة الشؤون الخارجية المغرب في بلاغ لها، أن "قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات البوليساريو، ليس مجرد إغفال بسيط. وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لإسبانيا، أخذ المغرب علما كاملا به، وسيستخلص منه كل التبعات". وأشارت الوزارة الى أنه منذ أن استقبلت إسبانيا على أراضيها زعيم ميليشيات "البوليساريو"، المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، "ضاعف المسؤولون الإسبان من التصريحات التي تحاول تبرير هذا الفعل الخطير الذي يخالف روح الشراكة وحسن الجوار". يشار الى أن " تداعيات استقبال إبراهيم غالي في إلغاء الاجتماعات التنسيقية بين المغرب وإسبانيا تحضيرا لعقد القمة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين التي كان موعدها قد تأجل مرات عدة قبل أشهر".