من مدينة الداخلة المغربية، وجه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الاثنين، رسائل قوية الى الجزائر فيما يخص قضية الصحراء المغربية. وقال ناصر بوريطة في ندوة صحفية أعقبت افتتاح القنصلية العامة للسينغال بالداخلة، صبيحة اليوم، ان " تصريحات وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، الأخيرة، تؤكد أن "شغل الجزائر الشاغل هو قضية الصحراء، ويتكلمون عليها أكثر من أي طرف آخر". وحمل ناصر بوريطة مسؤولية استمرار النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء الى الجزائر"، مؤكدا أن " الجزائر هي الطرف الحقيقي في هذا النزاع، وهو ما يتضح من خلال التحركات والمناورات والتعبئة، وكذا المغالطات التي تروجها حو الملف". وأشار وزير الخارجية المغربية الى أن " حل هذا النزاع لا يمكن أن يكون الا جزائري -مغربي"، داعيا الجزائر الى " الخروج من تناقضاتها ومناوراتها، ومواقفها المتناقضة، و التخلي عن ترويج المغالطات، والجلوس الى طاولة الحوار ان كانت لها نية جدية في حل النزاع". وقال ناصر بوريطة في هذا الصدد موجها كلامه الى الجزائر :" من له توجه أو موقف عليه أن يجلس الى الطاولة"، مؤكدا أن " الجزائر تتحمل كامل المسؤولية في عرقلة حل نزاع الصحراء، واستمراره". وتابع المتحدث ذاته أن " المغرب أكد من خلال المحادثات التي جمعت جلالة الملك محمد السادس، والأمين العام الأممي على أمرين أساسيين، هما التشبث بموقف وقف إطلاق النار، والتشبث بالمسلسل السياسي"، مبرزا أن " هناك اليوم محاولات لتعيين مبعوث شخصي، وعلينا أن ننظر من يعرقل تعيين مبعوث شخصي للأمين العام الأممي". وفي هذا الصدد، حمل وزير الخارجية المغربي كامل المسؤولية للجزائر فيما يخص تأخر تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء بعد استقالة كوهلر"، مؤكدا أن " المغرب وافق على مقترحات الأمين العام في هذا الصدد". من جهة أخرى، شدد ناصر بوريطة على أن " الدبلوماسية المغربية كما أكد على ذلك جلالة الملك في عدة مناسبات، مبنية على الوضوح في المواقف، مبرزا في هذا الصدد، أن " المغرب تفاعل بشكل إيجابي مع مقترحات الأمين العام الاممي فيما يخص تعيين مبعوث شخصي"، غير أن الجزائر لازالت مستمرة في عرقلة تعيين المبعوث الشخصي الأممي الى الصحراء، ومتمسكة بمواقفها المتناقضة في الأقوال والأفعال". وأضاف بوريطة متسائلا :" من يقول بأنه مع الاستقرار وحفظ وقف اطلاق النار، ومن يسلح ويدعم ويخرق وقف اطلاق النار يوميا؟؟"، مشددا على أن " لا مسلسل لحل النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء الا بالجزائر الطرف الحقيقي في النزاع"، تحت رعاية الأممالمتحدة في اطار المسلسل السياسي". كما دعا ناصر بوريطة، الجزائر الى الخروج من منطق التناقض فيما يخص الاعتراض عن تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي الى الصحراء"، مؤكدا أن " حديث الدبلوماسية الجزائرية عن حقوق الانسان وبعثة المينورسو، لا يستقيم"، و يثير الاستغراب"، متسائلا :" هل يحق للجزائر الحديث عن حقوق الانسان، قبل أن يؤكد أن " الجزائر آخر دولة يمكنها الحديث عن حقوق الانسان". وفي هذا الصدد، قال ناصر بوريطة ان " بعثات الأممالمتحدة ال17 على الأقل ثلثها لا يهتم بحقوق الانسان، مؤكدا أن " ما تروجه الجزائر بهذا الخصوص مغالطات وأوهام"، مشددا على أن " دور بعثة المينورسو واضح وهو رعاية وقف اطلاق النار"، مشيرا في هذا الصدد الى أن " البعثة الأممية تعاني اليوم فيما يخص وقف اطلاق النار، والتضييق على تحركاتها، والقيام بواجبها في وقف اطلاق النار شرق الجدار الأمني". كما جدد وزير الخارجية المغربي التأكيد على أن " الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك، دبلوماسية الوضوح، موجها كلامه الى الجزائر بأن " التناقض بين الأقوال والافعال لا يعطي المصداقية للعمل الدبلوماسي، مؤكدا أن ترويج المغالطات لا يخدم الحل النهائي للنزاع المصطنع حول مغربية الصحراء". وفي سياق متصل، جدد ناصر بوريطة التأكيد على أن " المغرب سيرد بقوة على أي تهديد لأمنه وسلامته، غير أنه متشب بالمسلسل السياسي، و يواكب بإيجابية الخطوات التي يتخذها الأمين العام الأممي في هذا الاطار"، مؤكدا أن « المسلسل السياسي له محدد أساسي هو أن الطرف الحقيقي، وهو الجزائر، يجب أن يتخلى عن المغالطات والمناورات ويجلس الى طاولة المفاوضات دون لف أو دوران". وأوضح ناصر بوريطة أن " الوقت حان للعمل الجدي، دون مناورات"، مشيرا الى أن "استقرار المنطقة يهم الجزائر مثلما يهم المغرب"، كما دعا وزير الخارجية المغربي مجلس الأمن الى تحمل مسؤوليته كاملة فيما يخص الأطراف التي تخرق يوميا اتفاق وقف اطلاق النار". ودعا في هذا الصدد، مجلس الأمن الى عدم الخلط بين من يدعم المسلسل السياسي ومن يقوم بمناورات"، وكذا العمل على تحديد المسؤوليات ومن يلعب دور بناء ووضوح في المواقف، ومن يتلاعب ويناور ومن يريد الأممالمتحدة ومن يريد أن يقحم منظمات في مسار المسلسل السياسي". وشدد ناصر بوريطة على أن " الوقت حان لوضع حد للتناقضات فيما يخص النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء"، داعيا مجلس الأمن الدولي الى تحمل مسؤوليته، و التدخل لوقف مناورات الجزائر لإقحام الاتحاد الافريقي في ملف قضية الصحراء، وكذا فيما يتعلق بوقف اطلاق النار، ودعم المسلسل السياسي وبعثة المينورسو ودعم حصرية الأممالمتحدة في ملف الصحراء". وخلص وزير الخارجية المغربي في كلمته الى التأكيد على أن " ماحققه المغرب بقيادة جلالة الملك من مكاسب في قضية الصحراء على المستوى الميداني والدبلوماسي كلها مكاسب من أجل الحل، ووضع حد نهائي للنزاع المصطنع حول مغربية الصحراء"، مبرزا أن " المغرب متشبث دوما بالاطار الوحيد لإنهاء النزاع وهو مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الحوار، وتحت رعاية الأممالمتحدة"، إن كانت هناك جدية من الطرف الحقيقي في النزاع، الجزائر"، مشددا على أن " المغرب سيستمر في تأكيد مغربية الصحراء وفي مساره الدبلوماسي الذي لارجعة فيه".