في حوار مع موقع "الدار" تطرق سفير روسيا الاتحادية في المغرب، فاليريان شوفايف، لعدد من القضايا التي تستأثر بالاهتمام بين البلدين على المستوى الاقتصادي و السياسي، كما تحدث أيضا عن موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية. قضية الصحراء المغربية قال سفير روسيا في المغرب، فاليريان شوفايف، ان "روسيا ترى قضية الصحراء المغربية انطلاقا من وضعها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي"، مبرزا أن " موقف روسيا مبدئي ومعروف وواضح وقديم منذ افتعال هذا النزاع حول قضية الصحراء". وأكد فاليريان شوفايف، أن "روسيا تعتبر أن هذا النزع الاقليمي طال أمده"، مشددا على ضرورة التعجيل بإيجاد حل سياسي متوافق عليه عادل ونهائي بين الأطراف المعنية، المباشرة وغير مباشرة من أجل التسوية النهائية للنزاع المصطنع حول قضية الصحراء المغربية". وأضاف أن "روسيا تنطلق من القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي، التي تمثل الأساس والارضية القانونية لإيجاد الحل المتوافق عليه بين الأطراف المعنية بالنزاع"، مشيرا الى أن " روسيا تدعم بشكل مبدئي الجهود في إطار الأممالمتحدة لترتيب الحوار المباشر والمفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية، وقد رحبت ولازالت ترحب بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، و الذي نظم طاولتين مستديرتين في جنيف بمشاركة المغرب وجبهة بوليساريو وحضور الجزائر وموريتانيا". ودعا السفير الروسي بالرباطالأممالمتحدة الى التعجيل بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء في أقرب الآجال، وتجديد العملية السياسية قصد التسوية النهائية لهذا النزاع الذي طال أمده"، على حد قوله. العلاقات الثنائية من جهة أخرى، أكد السفير فاليريان شوفايف، أن "العلاقات بين المغرب وجمهورية روسيا الاتحادية فريدة من نوعها، و تمتد لقرون خلت". وأشار السفير الروسي بالرباط الى أن "العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا تعود الى القرن ال18 ونهاية القرن ال19، عندما تم فتح وإقامة القنصلية الروسية في مدينة طنجة، لتستمر العلاقات بعد استقلال المملكة المغربية في خمسينات من القرن العشرين". وأبرز أنه حتى في ظرف ومرحلة الحرب الباردة أيام الاتحاد السوفياتي، كانت العلاقات بين المغرب وروسيا تتسم بالهدوء والاحترام المتبادل، رغم وجود أطراف مختلفة من الدول على هذا الخط الدولي، وذلك بفضل حكمة القيادات في البلدين، جلالة الملك الراحل الحسن الثاني الذي قام بزيارة الى الاتحاد السوفياتي سنة 1966، كما كانت هناك زيارات للقيادات السوفياتية في ذلك الوقت للمغرب"، وهو ما أسهم في إرساء الركيزة المفيدة والصالحة للطرفين حتى في ظروف هذا الانقسام الكبير في هذه المرحلة من العالم، مرحلة الحرب الباردة". وأكد السفير الروسي في الرباط أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وقيام روسيا الاتحادية توطدت العلاقات الإيجابية والاحترام المتبادل، وتم اعطاء دفعة قوية لهذه العلاقات للأمام، اذ تم الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وروسيا بعد زيارة الملك محمد السادس لروسيا في سنة 2002 ، حيث تم التوقيع على بيان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وبعد ذلك زيارة فلاديمير بوتين الى المغرب، والزيارة الثانية للملك محمد السادس في سنة 2016، حيث تم التوقيع على بيان الشراكة الاستراتيجية المعمقة". وفي هذا الصدد، أوضح أن البعثات الدبلوماسية وكل المؤسسات التجارية والثقافية الروسية في المغرب والمغربية في روسيا تشتغل في إطار تنفيذ رؤية قيادات البلدين بغية تنفيذ كلما تم الاتفاق عليه في هذه الشركات الاستراتيجية". وعبر السفير الروسي بالرباط عن ارتياحه لجودة العلاقات بين المغرب وروسيا الاتحادية مؤكدا أن " هناك تنسيق كبير وايجابي على المستوى السياسي، وأن هناك اتصالات منتظمة بين وزارتي الخارجية في البلدين في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك". علاقات تجارية قوية قال السفير الروسي في الرباط ان "العلاقات التجارية بين المغرب وروسيا تتقدم وتتطور بشكل إيجابي، كما أن البحث جاري عن أشكال جديدة لتعزيز هذا التعاون التجاري المثمر والمفيد للبلدين". فعلى المستوى الاقتصادي، يضيف السفير الروسي، "لابد من الإشارة الى أن التبادل التجاري يتطور بشكل مضبوط وايجابي جدا من ناحية الأرقام وحجم المبادلات التجارية بين البلدين، حيث يحتل المغرب المرتبة السادسة بين شركاء روسيا في افريقيا". وكشف أن "حجم المبادلات التجارية وصل السنة الماضية، الى أكثر من مليار دولار، تقريبا 1.2 مليار دولار، وهو رقم محترم ومريح للطرفين، والجهود لازالت من أجل تطوير هذه الأرقام وإيجاد المجالات الجديدة وأكثر تكنولوجية للتعاون"، علاوة على تشجيع رجال الاعمال المغاربة للاستثمار أكثر في روسيا". الجالية الروسية في المغرب وقال السفير الروسي ان الأغلبية الساحقة من أفراد الجالية الروسية في المغرب ممثلة في الروسيات المتزوجات بالمغاربة"، مشيرا الى أنها "جالية نشطة جدا في جمعيات ومراكز مسجلة في مدن مغربية مختلفة، و مواطنين روس يشتغلون ويقومون بعمل كبير في موضوع نشر الثقافة و الحضارة الروسية في المجتمع المغربي". وأبرز أن "كأس العالم لسنة 2018 أسهم في اعطاء صورة حضارية وثقافية واجتماعية لروسيا لباقي بلدان العالم"، مشيرا الى أن " انطباع الأغلبية الساحقة للزائرين والسياح الذين زاروا روسيا بما فيهم المغاربة، كان انطباعا إيجابيا"، وهو ما يتجسد من خلال زيارة مابين 14 و 18 ألف من المواطنين من أصل مغربي لكأس العالم في موسكو وباقي المدن الروسية"، وتعبيرهم عن ارتياحهم لما شاهدوه هناك ابان منافسات كأس العالم".