رغم مبلغ ال284 مليون دولار الذي أنفقه هذا الصيف من أجل تعزيز صفوفه، عجز تشلسي الإنكليزي حتى الآن عن تحقيق العائد المتوقع من الصفقات التي أبرمها في وقت يواصل فريق المدرب فرانك لامبارد معاناته الدفاعية بعد تلقيه 9 أهداف في 5 مباريات خاضها حتى الآن في الدوري الممتاز. وشاءت الصدف أن يبدأ الفريق اللندني، القابع في المركز السابع في الدوري بفارق 5 نقاط عن إيفرتون المتصدر بعد خمس مراحل، مشواره في دوري أبطال أوروبا ضد إشبيلية الإسباني الذي يعتبر مثالا يحتذى به من حيث طريقة إدارة الأمور في سوق الانتقالات والبقاء منافسا حتى بعد تخليه عن أبرز نجومه. كان تشلسي من أكثر الفرق نشاطا هذا الصيف في سوق الانتقالات بضمه الألمانيين تيمو فيرنر وكاي هافيرتس وبن تشيلويل والمغربي حكيم زياش والحارس السنغالي إدوار مندي، إضافة الى المدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا الذي انتقل اليه كلاعب حر بعد انتهاء عقده مع باريس سان جرمان الفرنسي. وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد بعدما أوقف الموسم الماضي لأشهر طويلة ثم أجبر الفرق على اللعب خلف أبواب موصدة بعد الاستئناف، لم تجرؤ فرق مثل ريال مدريد الإسباني على إجراء أي تعاقد كبير، في حين سعى غريمه برشلونة الى تخفيف الأعباء المالية بالتخلي عن بعض اللاعبين مثل الأوروغوياني لويس سواريز، بينما قام العملاق الألماني بايرن ميونيخ بصفقة واحدة بضمه لوروا سانيه رغم الأموال التي نالها جراء تتويجه بطلا لدوري الأبطال ولمسابقتي الدوري والكأس المحليين. لكن تشلسي ومالكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش لم يكترثا للأزمة المالية وأنفقا بسخاء في سوق الانتقالات، من دون أن يتغير وضع الفريق الذي يبدأ مشواره في دوري الأبطال من دون أن يكون بين المرشحين للمنافسة على اللقب، لاسيما بعد أن بدأ الدوري الممتاز بفوزين فقط في خمس مباريات، في حين تلقت شباكه ثلاثة أهداف في تعادلين 3-3 ضد وست بروميتش وساوثمبتون. صبّ النادي اللندني تركيزه على التعزيز الهجومي، متناسيا أن الفريق يعاني دفاعيا وأبرز دليل تلقيه 63 هدفا في 43 مباراة خاضها في الدوري الممتاز حتى الآن بقيادة لاعبه السابق لامبارد. هناك مؤشرات بأن فيرنر وهافيرتس اللذين سجلا في عطلة نهاية الأسبوع للمرة الأولى في الدوري الممتاز، سيتفاهمان بشكل جيد في الخط الأمامي للفريق اللندني الذي ستتعزز قوته الضاربة مع عودة زياش والأميركي كريستيان بوليسيك من الإصابة. لكن هناك مشكلة أساسية تقض مضجع لامبارد متمثلة بالخط الدفاعي الأخير وأغلى حارس في العالم الإسباني كيبا أريسابالاغا الذي يواصل هفواته القاتلة، آخرها السبت ضد ساوثمبتون في مباراة تقدم خلالها فريق لامبارد 2-صفر و3-2 قبل أن يكتفي بالتعادل بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع. – نموذجان اقتصاديان مختلفان – وقد يجد لامبارد نفسه مجبرا الثلاثاء على إشراك الحارس الإسباني بما أن الوافد الجديد مندي قد لا يتعافى في الوقت المناسب من إصابة يعاني منها. توضح حالة كيبا النموذجين الاقتصاديين المختلفين جدا بين تشلسي وخصم الثلاثاء في المجموعة الخامسة من دوري الأبطال. فبعد عامين فقط على دفعه البند الجزائي للحصول على خدمات الحارس الإسباني من أتلتيك بلباو مقابل 72 مليون جنيه إسترليني، وجد تشلسي نفسه مضطرا الى إنفاق 20 مليون جنيه هذا الصيف للتعاقد مع مندي من رين الفرنسي. في المقابل، اعتاد إشبيلية على بيع أفضل مواهبه من دون أن يتأثر وضعه كأحد الأندية القوية في القارة العجوز، وحتى أن سجله على الصعيد الأوروبي خلال المواسم السبعة الماضية أفضل بأشواط من تشلسي على رغم ميزانيته المتواضعة جدا مقارنة مع النادي اللندني. ويعود الفضل في ذلك بشكل أساسي الى تتويجه بلقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" أربع مرات خلال هذه المواسم السبعة، آخرها في غشت عندما أزاح من طريقه روما الإيطالي وولفرهامبتون ومانشستر يونايتد الإنكليزيين، وصولا الى إنتر ميلان الإيطالي الذي خسر أمام النادي الأندلسي في النهائي. وحتى أن بايرن بطل دوري الأبطال عانى الأمرين أمام فريق المدرب خولن لوبيتيغي واحتاج الى التمديد للفوز عليه في مباراة الكأس السوبر الأوروبية الشهر الماضي. وفي حديث له أخيرا، اعتبر المدير الرياضي للنادي الأندلسي مونشي أن "إشبيلية خلق عالما موازيا من السعادة للجماهير في هذه الأوقات الصعبة" التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد. لكن مع التقليل من شأن الآمال بإمكانية المنافسة على لقب أول في الدوري الإسباني منذ عام 1946 على الرغم من معاناة العملاقين ريال مدريدوبرشلونة، سلط مونشي الضوء على الفجوة المالية الهائلة التي يتعين على إشبيلية سدها. وقال في هذا الصدد "نضع في اعتبارنا اللحظة التي يمكننا فيها التقدم، وهي عندما نصل الى إيرادات بحدود 300 مليون يورو". وبلغت إيرادات موسم 2018-2019 في ظل الغياب عن دوري الأبطال، 206 مليون يورو فقط، وقد أنفق تشلسي أكثر من ذلك في صيف واحد لكن هذا لا يضمن له النجاح في مباراة الثلاثاء على ملعب "ستامفورد بريدج". كانت هزيمة الدوري المحلي السبت بهدف وحيد أمام غرناطة في مباراة أكملها منذ منتصفها تقريبا بعشرة لاعبين، الأولى لفريق لوبيتيغي في 90 دقيقة (دون شوطين إضافيين) منذ فبراير. وسبق للفريق الأندلسي أن خاض هذا الموسم اختبارات صعبة، إن كان في الكأس السوبر الأوروبية ضد بايرن أو في الدوري حين أجبر برشلونة على التعادل في معقله "كامب نو"، وبالتالي لن يخشى الثلاثاء مواجهة فريق كان غير قادر على تخطي عقبة فرق من طراز ساوثهامبتون ووست بروميتش ألبيون. المصدر: الدار– أف ب