من بين كل النوادي الكبرى لكرة القدم في العالم، فإنه يمكن اختيار عشرة فقط قادرة على دخول نادي المفاوضين من أجل جلب النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي" إلى صفوفها. لكن رقم عشرة سرعان ما سينزل إلى خمسة فقط حين تبدأ التفاصيل المملة، والتي يوجد فيها الشيطان أيضا، والمتعلقة أساسا براتب ميسي السنوي، والذي يناهز المائة مليون أورو. ويعرف مسيرو البارصا أن ميسي كان بإمكانه أن يدر عليهم ذهبا لو قرروا بيعه قبل موسمين أو ثلاثة، ليس فقط عندما كان لا يزال في أوج عطائه، بل حينما كانت الكثير من الفرق تطمح في خدماته، وهي فرق كانت تغرق في بحبوحة من الرفاهية، خصوصا فريق باريس سان جرمان ومانشستر يونايتد، بينما اليوم تعاني كبريات الفرق من أزمة غير مسبوقة. اليوم، تبدو تبعات الأهداف الثمانية للبايرن مادية واقتصادية أكثر منها رياضية وتقنية. فقد تخلت البارصا عن نجوم كان من الممكن أن يدروا على خزينتها ذهبا، مثل راكيتيش ولويس سواريث وجيرارد بيكيه وغيرهم، لكن في النهاية صارت إدارة النادي تبحث لهم عن فرق بديلة أكثر مما يبحثون هم فرق تستضيفهم. لقد كانت النكبة كبيرة على مختلف الأصعدة. لكن أكبر النكبات الاقتصادية هو ميسي. فهذا اللاعب، الذي أعطى كل شيء للبارصا، إلى درجة أنه لم يعط أي شيء لمنتخب بلده الأرجنتين، صار يحس بما يشبه الغبن وهو يرى إدارة البارصا "تطرد" أبرز اللاعبين الذين كان يرتاح كثيرا إلى جانبهم، وعلى رأسهم لويس سواريث، الذي كان أكثر من رفيق ملعب بالنسبة لميسي، بل صديقه الدائم خارج الملعب وداخله. وأسوأ ما في هذه الوضعية هي أن ميسي، الذي كان يمكنه أن يجلب أكثر من 300 مليون أورو لخزينة البارصا سابقا، قد يغادر من دون وضع أي فلس في خزينة الفريق، وسيكون فريق برشلونة محظوظا لو جلب ليونيل أكثر من 100 مليون أورو بقليل، تماما كما فعل قبله غريمه كريستيانو رونالدو. لهذه الأسباب لا أحد يتحدث اليوم عن الروابط العاطفية بين ميسي البارصا، فقد كسر البايرن كل شيء، بل الجميع يقفون متأهبين لحرب قانونية قد تكون طويلة بين ميسي وإدارة البارصا، وقد تنتهي باتفاق سريع، يقضي بخروج ميسي من الباب الكبير، وليس من الباب الخلفي، كما تشي بذلك الأحداث الراهنة.