بعد مرور أربعة أيام على الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا، استقبلت "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب"، المشكلة من قلب المجلس العسكري برئاسة الكولونيل آسمي غويتا في باماكو، وفد دول غرب أفريقيا. كما التقى الوفد من جهته الرئيس المخلوع. وقال الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان الذي يرأس الوفد أن المحادثات "تسير بشكل جيد". وعقب لقاء استمر ثلاثين دقيقة، غادر الوفد المكلف ب"ضمان العودة الفورية للنظام الدستوري"، من دون الإدلاء بأي تصريح. التقى وفد دول غرب أفريقيا السبت في باماكو قادة المجلس العسكري الذي يدير البلاد حاليا، والرئيس المخلوع إبراهيم أبو بكر كيتا، وذلك بعد أربعة أيام على انقلاب عسكري أطاحه به من الحكم. وقال الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان الذي يرأس الوفد "التقينا الرئيس كيتا. الأمور على ما يرام. المحادثات تسير بشكل جيد". وقبيل اللقاء مع كيتا، استقبل أعضاء "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب" وبينهم رجل البلاد القوي الجديد الكولونيل آسمي غويتا، في وزارة الدفاع الوفد الذي أرسلته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. وعقب لقاء استمر ثلاثين دقيقة، غادر الوفد المكلف "ضمان العودة الفورية للنظام الدستوري"، بدون الإدلاء بأي تصريح. لقاءات أخرى في الأفق وقال مصدر قريب من العسكريين إنه "لقاء تواصل رسمي. ستجري لقاءات أخرى، لن تتم بالضرورة عبر وساطات، لكن لدينا انطباع جيد عن بعثة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا". وأضاف "علمنا بأن رؤساء دول، على غرار رئيس ساحل العاج الحسن وتارا، يعملون على تخفيف التوتر من أجل حل سلمي، رغم إدانتهم الصارمة لتولينا السلطة. نحن منفتحون على النقاش". وعند وصوله بعد ظهر السبت، قال جوناثان إنه واثق بأنّ النقاشات ستقود إلى "أمر في صالح البلاد، وصالح المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وصالح المجتمع الدولي". ومن المزمع أن يزور مبعوثو المجموعة كاتي، المدينة الواقعة في ضواحي باماكو والتي صارت مقرا للسلطة الجديدة، للقاء "الشخصيات الموقوفة" التي بينها رئيس الحكومة بوبو سيسيه. ويحتجز العسكريون منذ الثلاثاء خمسة عشر مسؤولا مدنيا وعسكريا، بينهم رئيس البرلمان موسى تمبينيه ورئيس أركان الجيش الجنرال عبد الله كوليبالي. مناصرو كيتا يحشدون ومن المقرر أن يلتقي الوفد صباح الأحد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (فرنسا، الولاياتالمتحدة، روسيا، بريطانيا والصين). وطالبت دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا خلال قمة استثنائية الخميس ب"إعادة" الرئيس كيتا إلى منصبه، وقررت إرسال وفد إلى باماكو من أجل تحقيق "العودة الفورية للنظام الدستوري". وقد انتخب كيتا عام 2013، ثم أعيد انتخابه في 2018، وواجه طوال الأشهر الأخيرة احتجاجات واسعة في الشوارع بدعوة من تحالف واسع النطاق للمعارضة. الحياة تسير بشكل طبيعي رغم إدانته من طرف المجتمع الدولي، لم يلق الانقلاب معارضة تُذكر في باماكو. إذ استأنف سكان مالي نشاطاتهم غداة الانقلاب، وواصل التلفزيون العام (أو إر تي إم) بث برامجه. ولقي العسكريون الذين استولوا على الحكم ووعدوا بإجراء "انتقال سياسي"، استقبالا حافلا الجمعة وسط باماكو من طرف آلاف من أنصار المعارضة التي طالبت لأشهر باستقالة رئيس الدولة وحيّت الجيش على تدخله. وحاول عشرات من أنصار الرئيس كيتا التظاهر في باماكو صباح السبت، قبل أن تفرقهم الشرطة. وقال عضو حزب "تجمع القوى الجمهورية" عبد الله نيانغ لوكالة الأنباء الفرنسية "جئنا هنا هذا الصباح لإظهار عدم موافقتنا على الانقلاب. لكن جاء أشخاص هاجمونا بالحجارة، واستغلت الشرطة هذا الاعتداء لتفريق نشطائنا". مقتل أربعة جنود وإصابة خامس بجروح خطرة إثر انفجار عبوة ناسفة وسط باماكو بموازاة تواصل النقاشات السياسية والدبلوماسية في باماكو، قتل أربعة جنود وأصيب خامس بجروح خطرة صباح السبت في انفجار عبوة ناسفة وسط البلد، وفق مصادر عسكرية وإدارية. وفي مارس 2012، مع إطلاق الطوارق هجوما كبيرا على شمال مالي، تمرد عسكريون على ما اعتبروه تقاعسا للحكومة في التعامل مع الوضع، وأطاحوا بالرئيس توماني توريه. لكن الانقلاب عجل بسقوط شمال البلاد في أيدي الجماعات الإسلامية المسلحة، قبل أن يتم دحرها خصوصا بعد تدخل عسكري فرنسي في يناير 2013 لا يزال مستمرا. وتوسعت هجمات الجماعات الجهادية إلى وسط البلاد عام 2015، ما أدى إلى خسائر مدنية وعسكرية جسيمة. وهذه الهجمات المتداخلة مع نزاعات محلية، امتدت أيضا إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين. ونددت المعارضة في الأشهر الماضية بعجز السلطات المالية عن السيطرة على مناطق مترامية الأطراف من شمال البلاد ووسطها. وعزا العسكريون، الذين أجبروا الرئيس على الاستقالة وتسلموا السلطة، خطوتهم هذه إلى انعدام الأمن الذي يسود البلاد وافتقار الجيش للإمكانيات. المصدر: الدار- أف ب