على إثر الانقلاب العسكري في مالي والإطاحة برئيس الدولة، علقت الولاياتالمتحدة كل أشكال الدعم العسكري وفق ما أفاد المبعوث الأميركي لمنطقة الساحل الإفريقي بيتر فام. وقال فام: "لا مزيد من التدريب أو الدعم للقوات المسلحة المالية. أوقفنا كل شيء حتى يتضح لنا الوضع". وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى "أننا لا نعرف من هي بالضبط القوى المشاركة في التمرد ولا لمن ولاؤها". ولفت فام إلى أن الحكومة الأميركية "تتواصل" مع اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب المكونة من العسكريين الذين أطاحوا الرئيس وحكومته. لكنه شدد على أن "هذه الاتصالات قائمة، وهي لا تعني اعترافا بالمجموعة العسكرية، بل أن هؤلاء الأشخاص لهم قدر من السيطرة على بعض الأمور". ورأى أن التمرد "لن يساعد بالتأكيد" القوات المتعددة الجنسية التي تتصدى للمجموعات الجهادية في الساحل، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها وشراكتها مع مختلف العمليات الجارية. إلى ذلك، أكد فام "سنعمل مع شركائنا في المنطقة، مجموعة دول الساحل الخمس، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الاتحاد الأفريقي، لتقليص أي أثر سلبي على مكافحة الجهاديين لكن من الواضح أن تمردا يشارك فيه الجيش سيكون له أثر". كما كرر الدعوة التي وجهتها بلاده "للعودة إلى النظام الدستوري" والإفراج عن الموقوفين، خصوصا الرئيس كيتا "الذي لم يعد شابا وصحته ضعيفة". يذكر أن الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، المتهم بالفساد وسوء الإدارة، قدم استقالته بعد اعتقاله الثلاثاء من طرف الجيش عقب عدة أسابيع من الاحتجاجات الشعبية. يذكر ان واشنطن توفر دعما في مجال الاستخبارات والمراقبة خصوصا، وعمليات نقل لوجستية لصالح فرنسا التي تقود منذ 2014 عملية "برخان". وفي وقت سابق، أعلنت المجموعة العسكرية التي استولت على السلطة إنها ترغب في تنصيب "مجلس انتقالي"، قد يكون رئيسه إما "عسكريا أو مدنيا". "وفد من مجموعة غرب إفريقيا في مالي" من جهة أخرى، يصل وفد من المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، اليوم السبت، إلى مالي حيث احتفل حشد في العاصمة باماكو بسقوط الرئيس ابراهيم أبو بكر كيتا بعدما عبر الانقلابيون عن شكرهم "للشعب المالي على دعمه". وكان مسؤول في السلطة الجديدة في مالي صرح الجمعة أن المجموعة العسكرية الحاكمة ستستقبل "بسرور" وفد مجموعة غرب إفريقيا الذي يريد المطالبة "بإعادة النظام الدستوري". ويقود الوفد الرئيس النيجيري الأسبق غودلاك جوناثان الذي يرافقه رئيس مفوضية المجموعة جان كلود كاسي برو ووزير خارجية النيجر كالا أنكوراو. وأمام نصب الاستقلال في باماكو، استقبلت حشود الجمعة بهتافات فرح مالك دياو الرجل الثاني في "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب" التي شكلها الانقلابيون، والناطق باسمهم الكولونيل اسماعيل واغيه. وقال واغيه أمام الحشد الذي تجمع في أجواء من الحماس "جئنا لنشكر الشعب المالي على دعمه، ولم نقم سوى باستكمال العمل الذي بدأتموه". وبرر غياب رئيس المجموعة الحاكمة أسيمي غويتا (37 عاما) "بأمر طرأ في اللحظة الأخيرة".