لبى نداء ربه ليلة الأحد الإثنين الدكتور محمد الراوندي، أستاذ دار الحديث الحسنية، وعضو المجلس العلمي الأعلى، وذلك بعد مرض لازمه سنوات. ونعى الراحل عدد من طلبته ومحبيه. وكتب الأستاذ الحسين حران على صفحته الرسمية بالفايسبوك: الرواندي العالم: منفق العلم ومحب العلماء رحم الله العلامة والأستاذ المربي محمد الراوندي، فقد كتب لنا القدر أن أكون ضمن تلامذته خلال السنوات الأولى لنا بمؤسسة دار الحديث الحسنية، ولقد كان مدافعا عن اصلاحها الجديد في التكوين مضمونا ومنهجا، … وأضاف قائلا : "ليس محمد الراوندي أستاذا تقليديا يملي على طلبته وريقات ملخصة، او من انشائه، فدرسه مفتوحا، يتنقل بك في حقول معرفية عديدة، لكن يجمعها وحدة الموضوع والفكرة، ..متابعتا : لا يبخل محمد الراوندي رحمه الله بالعلم على طالبه، ولا يحابي الطالب، فهو ينصحه حتى ولو كانت عبارات نصائحه ذات وقع شديد على متلقيها الطالب، … المرحوم استاذنا محمد الراوندي صاحب فكر نقدي، لا سيما في مجال المعاجم والمكتبات والمخطوطات، فهو في هذا المجال يعتبر مرشدا ذا خبرة متراكمة عبر السنون الطوال لمصاحبته للعلم ولأهله، وخاصة شيخته المرحومة عائشة بنت الشاطئ، … يتجلى الجانب الانساني لمحمد الراوندي في تعاطفه الكبير مع المرأة، فهو يشملها بحنان أبوي مربيا وموجها ومرشدا، هكذا شاهدته يفعل مع تلميذاته، … من الطرائف لنا مع استاذنا محمد الراوندي جزاه الله خيرا عنا، أننا ذات يوم تسع بنا الحديث إلى الحقول المعرفية التي نتلقاها، فاصبحنا نعدد القابها، ولما وصلنا الى "الميتودولوجيا" قال: "البطيخولوجيا"، فتضاحك الزملاء، … اللهم ارحم سيدي محمد الراوندي واغفر له، واشمله برحمتك الواسعة . أمين ولد الفقيد – رحمه الله – حدود عام 1948، ودرس في بلده ومسقط رأسه مراكش، خاصة على والده الذي كان من علمائها، ثم التحق بدار الحديث الحسنية، وأخذ عن أعلامها، ومنهم عم والدنا العلامة محمد الناصر الكتاني، وابن عم والد جدنا العلامة محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني – وكان يجله كثيرا – وابن عم والد جدتنا الزعيم علال الفاسي، والعلامة الفاروقي الرحالي، وأضرابهم من كبار علماء المغرب... والى جانب تدريسه الجامعي الذي أمضى فيه عقودا، فقد كلف بمهام مرتبطة بوزارة الأوقاف، والشأن الديني عموما، بحيث كان مساعدا للوزير المدغري ثم للوزير التوفيق، كما تقلد رتبا رفيعة في المجالس العلمية.