نظمت الرابطة المحمدية للعلماء، عبر مركزها أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية، أمس الخميس، الدورة التأهيلية الثانية برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، بعنوان "العقيدة الأشعرية: عطاء ونماء مفاتيح ومسارات"، خُصِّصت لمطارحة موضوع: "حقيقة الإيمان ونبذ التكفير في المذهب الأشعري: تحليل المفاهيم وتفكيك المقولات". وأكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في مستهل اللقاء، على ضرورة مجابهة خطابات التكفير وتمظهراته، من خلال المطارحات العلمية والفكرية، التي تستلزم بدورها التحقق بالكفايات التعليمية والتواصلية اللازمة للقيام بهذا الواجب الديني والعلمي. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن علماء الأشعرية قديما قاموا بتفكيك مقولات التكفير، ومجابهة خطابته، وفق رؤية عقدية كلامية عالمة رامت توضيح عقائد المسلمين وتحصينها باعتبارها "الهيكل العظمي" الذي تستند إليه باقي أعضاء الجسد؛ فإذا استوى كانت مستوية وإذا اعوجّ اعوجت، ما جعل "من العقيدة الأشعرية"، يردف أحمد عبادي، حصنا منيعا منع من تسرّب أسباب الزيغ إلى أهله أو تشرّب شبهات إكفار عوام المسلمين وتضليل معتقداتهم. وعلى منوال علماء الأشعرية الأقدمين، يضيف أحمد عبادي، يستأنف خلفهم القيام بهذا الواجب الكفائي توضيحا لأحكام الإيمان والكفر، وتصحيحا لجملة من المغالطات والتشغيبات التي علقت بهذين المفهومين العمدة في باب الأسماء الشرعية وأحكامها، وإشعاعا للمبادئ الإسلامية السمحة القائمة على نبذ الغلو والتكفير والأخذ بالقصد والتوسط والتسامح. من جانبه، تطرق جمال علال البختي، رئيس مركز أبي الحسن الأشعري، إلى معاقد التسامح العقدي وترك التكفير عند الأشاعرة من خلال الوقوف على مقاربتهم الكلامية لجدلية الإيمان والكفر، مبتدئا باستهلال وصف فيه ما كان للعامل السياسي زمن الفتنة الكبرى من يد طولى في زرع بذور التكفير بين المسلمين، وهو الاجتيال العقدي الذي باء به الخوارج على علي رضي الله عنه وانحرفوا به عن طرُق تدبير الاختلافات السياسية التي كانت في زمن الخلفاء الثلاثة الأوّل التي امتازت بالبعد عن إصباغها بالصبغة الدينية ووسْمها بالأحكام العقدية". واجتمع للمشاركة في فعاليات هذه الدورة جلة من العلماء والباحثين المتخصصين انتظمت مساهماتهم في ست مداخلات رئيسة، كما عرف اللقاء حضورا بارزا من طرف الأساتذة والطلبة والمهتمين بالشأن العقدي.