تخوض فصائل مقاتلة بدعم تركي الخميس معارك عنيفة ضد قوات النظام في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت أنقرة أن جنديين تركيين قتلا وأصيب خمسة بجروح جراء غارة جوية في إدلب. وألقت الرئاسة التركية مسؤولية القصف على النظام السوري. ومنذ ديسمبر، تتعرض مناطق في إدلب ومحيطها، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة، لهجوم واسع من دمشق، مكّن قواتها من التقدم في مناطق واسعة في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي. وأفاد المرصد أن فصائل مقاتلة، بينها هيئة تحرير الشام وأخرى معارضة منضوية في الجبهة الوطنية للتحرير، شنّت بدعم من القوات التركية هجوماً ضد مواقع قوات النظام في بلدة النيرب الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "الأتراك يدعمون الفصائل بسلاح المدفعية، ويؤمنون لها تغطية أثناء تقدمها على الأرض ويتقدمون خلفها". وسيطرت الفصائل، وفق المرصد، على الجزء الأكبر من النيرب، قبل أن تجبرها قوات النظام مدعومة بالطيران الحربي على التراجع. وأسفرت المعارك والقصف الجوي وفق المرصد عن مقتل 11 عنصراً من قوات النظام و14 من الفصائل المقاتلة، بالإضافة إلى الجنديين التركيين. وأكدت وكالة الأناضول الرسمية نقلاً عن مصدر في المنطقة أن "هناك تحركاً لحماية مواقع الجيش التركي" من دون أن تحدد ما اذا كانت القوات التركية تشارك في العملية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن "وحدات من الجيش العربي السوري تقضي على المجموعات الإرهابية المهاجمة على محور النيرب". ومنذ بداية الشهر الحالي، شهدت إدلب توتراً غير مسبوق بين دمشقوأنقرة انعكس في مواجهات على الأرض أسفرت عن قتلى من الطرفين. وعلى وقع تقدم خلال الأشهر الماضية، بات الجيش السوري يحاصر ثلاث نقاط مراقبة تركية على الأقل من أصل 12 تنتشر في المنطقة، بموجب اتفاق روسي تركي. ودفع هجوم قوات النظام في إدلب منذ بداية ديسمبر بنحو 900 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى ترك منازلهم. وقالت الاممالمتحدة أن 170 ألفاً منهم يقيمون في العراء. كما أسفر عن مقتل أكثر من 400 مدني، بحسب المرصد. وخلال أسابيع، سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة جنوب إدلب وغرب حلب، وتمكنت من تحقيق هدف طال انتظاره بسيطرتها على كامل الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بدمشق. المصدر: الدار أ ف ب