اتجهت الميليشيات العراقية لخيار التصعيد واستخدام العنف لوأد الاحتجاجات المتواصلة، بعد أن اصطدمت مساعي الأحزاب العراقية الموالية لإيران لفرض محمد توفيق علاوي كرئيس للوزراء خلفا لعادل عبدالمهدي المستقيل بتمسك الشارع بمطالبه ورفض أي مرشح تربطه صلات بنظام ولاية الفقيه. وأضرم مجهولون النار في أربع خيام للمعتصمين في محافظة ذي قار (جنوب) والعاصمة بغداد، دون وقوع خسائر بشرية. وقال مصدر أمني، إن مجهولين أقدموا الأربعاء على إلقاء قنبلة صوتية على خيمة تعود للناشط المدني في مدينة الناصرية علاء الركابي ما تسبب بإحراقها. وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن "الحادث لم يلحق أضرارا بشرية بين صفوف المحتجين". وفي بغداد أيضا، أضرم مجهولون النيران في 3 خيام للمعتصمين في ساحة الوثبة وسط العاصمة، دون وقوع خسائر بشرية بين صفوف المحتجين. وقالت قيادة عمليات بغداد التابعة للجيش، إن أربعة أشخاص أصيبوا في "ساحة الوثبة" ب"كرات حديدية"، دون أن تذكر مصدرها. وأضافت أن أحد منتسبي الفوج الثاني بحفظ القانون، أصيب أيضاً بنفس الطريقة، دون مزيد من التفاصيل. وذكر البيان أن "القوات الأمنية ما زالت ملتزمة بالتعليمات، ولا يوجد أي احتكاك أو تماس مع المتظاهرين". ورغم التصعيد الذي تعرض له المحتجون من قبل مسلحين مجهولين خلال الأيام الماضية، تشهد ساحات الاعتصام في بغداد والمحافظات تصعيدا في الاحتجاجات رفضا لتكليف محمد توفيق علاوي كرئيس للوزراء. وقال مكي الحلي أحد معتصمي محافظة بابل، إن "الاحتجاجات في محافظة بابل متواصلة وهناك دعم طلابي كبير لساحات التظاهر رفضا لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة". وأوضح الحلي "لن نتراجع أو نتنازل عن حقنا في اختيار حكومة تمثل الشعب لا الأحزاب السياسية". وتأتي هذه التطورات بعد رفض المحتجين، تكليف وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي، السبت، بتشكيل الحكومة المقبلة، في حين يحظى بدعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. ويطالب المحتجون برئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقا، بعيدا عن التبعية للأحزاب التي تدين بالولاء لإيران، فضلا عن رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، التي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003. كما أصيب 7 محتجين بجروح، جراء تعرضهم للطعن بالسكاكين والضرب بالهراوات، من قبل ملثمين مجهولين وسط بغداد. وجاء لجوء الميليشيات العراقية إلى العنف لبث الخوف في نفوس المحتجين بعد فشل جميع المحاولات السابقة لاحتواء الشارع، كانت آخرها مساعي رجل الدين مقتدى الصدر إلى تغيير بوصلة الاحتجاجات ضد تواجد القوات الأميركية في العراق. ولم ينح علاوي في استمالة الشارع العراقي المنتفض رغم تأكيده أنه سيعمل على إشراك بعض النشطاء البارزين في ساحات التظاهر ببغداد والمحافظات ضمن الكابينة الجديدة، وتكليف آخرين بمهام رئيسية في بعض الوزارات الخدمية. ويرفض رئيس الوزراء المكلف عن كشف أي مؤشرات بشأن شكل الكابينة الوزارية التي يعكف على تشكيلها. يذكر أن ترشيح علاوي لمنصب رئاسة الوزراء في العراق جاء بدفع من هادي العامري ومقتدى الصدر. وتقول مصادر مطلعة إن الكتلتين الأكبر في البرلمان العراقي، سائرون التي يرعاها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والفتح التي يتزعمها هادي العامري المقرب من إيران، مطمئنتان إلى تعهدات قطعها علاوي على نفسه، قبل تكليفه بتشكيل الحكومة، وتضمن مصالحهما السياسية والاقتصادية في المرحلة المقبلة. المصدر: الدار- وكالات