تجددت الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب والوسط العراقي اليوم الأحد، وذلك في ظل أنباء عن قرب إعلان رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي عن تشكيلته الحكومية. ويرفض المحتجون تكليف علاوي رئيسا للوزراء على اعتبار أنه رشح من قبل أحزاب في السلطة، وهددوا بتصعيد الاحتجاجات إذا نالت حكومته الثقة في البرلمان. وقال شهود عيان إن عشرات الشباب توافدوا إلى ساحتي التحرير والخيلاني وسط بغداد ردا على حرق خيام المعتصمين مساء السبت. وشهدت ساحة التحرير انضمام المئات من طلبة الجامعات دعما للمحتجين. من جهته، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي إن قوات الأمن استخدمت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية -وبكثافة- القنابل الدخانية وطلقات « الصجم » (الخرطوش) ضد المحتجين في ساحة التحرير، مما أدى إلى العديد من الإصابات في صفوف المحتجين. ولفت البياتي إلى أن المحتجين ردوا على القوات الأمنية بإلقاء الزجاجات الحارقة (المولوتوف) والحجارة. وفي محافظة ذي قار (جنوبا)، قال مصدر في قيادة الشرطة إن المئات من المحتجين أغلقوا بالإطارات المشتعلة طريق البهو الرئيسي وسط مدينة الناصرية (مركز المحافظة) ومنعوا حركة المرور فيه. وأشار المصدر إلى أن مسيرة كبيرة لطلبة جامعة ذي قار خرجت دعما للاحتجاجات ومطالب المتظاهرين الرافضة لتولي علاوي رئاسة الحكومة. وأفاد بأن مسلحين مجهولين استهدفوا منزل البرلمانية عن تحالف الإصلاح علا الناشي بقنبلة صوتية، دون أن يسفر ذلك عن وقوع أي إصابات. وذكر متظاهرون أن مجهولين اختطفوا الناشط المدني علي لقمان الكيشوان في محافظة النجف (جنوببغداد) بعد خروجه من ساحة الصدرين التي تضم مركز اعتصام الحراك الشعبي في المحافظة. وبالنسبة لتشكيلة الحكومة المرتقبة، رجح النائب البرلماني محمد الخالدي أن يقدم علاوي تشكيلته الوزارية خلال 48 ساعة المقبلة إلى البرلمان لطرح الثقة، مشيرا إلى أن المفاوضات مع الكتل السياسية لا تزال متواصلة بهذا الشأن. ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر2019، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق رئيس البلاد برهم صالح ومنظمة العفو الدولية. ويصر الحراك الشعبي على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ العام 2003.