في الوقت الذي أبرمت فيه الرباط صفقات عسكرية مع الولاياتالمتحدة في عام 2019 بقيمة 10.3 مليار دولار، موجهة خصيصا لتعزيز القدرات الدفاعية للقوات الجوية الملكية، تحذو فرنسا رغبة كبيرة في الاستفادة من "كعكة" الصفقات العسكرية مع حليفها الاستراتيجي، المغرب، اذ من المنتظر أن يتم التأشير رسميا على عدد من الصفقات العسكرية المبرمة بين الرباط وباريس، والبالغ قيمتها 400 مليون يورو، خلال الزيارة الرسمية التي من المزمع أن يقوم بها الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون، للمملكة شهر فبراير القادم. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة "لاتربيين"الفرنسية اليومية، أن منتجي الأسلحة في فرنسا قد أبرموا صفقات عسكرية مع القوات المسلحة الملكية، في أفق التأشير عليها رسميا خلال زيارة إيمانويل ماكرون الرسمية إلى المغرب، اذ وقعت مجموعة Nexter (العامة) مؤخرًا عقدًا بقيمة 200 مليون يورو لتزويد الجيش المغربي بأنظمة مدفعية شاحنة قيصر (170 مليونًا) وذخائرها (30 مليونًا)، كما وقع المغرب سنة 2019، عقدا لاقتناء صواريخ أرضية " VL-Mica" من الشركة الأوربية "MBDA" مقابل 200 مليون يورو. طموحات المصنعين الفرنسيين لا تتوقف عند هذا الحد لأنهم يتطلعون إلى تزويد البحرية الملكية بسفن عسكرية مخصصة للدوريات البحرية، في محاولة لقطع الطريق أمام شركة "نافانتيا" الإسبانية المتخصصة في صناعة السفن البحرية، التي تعتزم بيع سفينتين عسكريتين إلى القوات البحرية المغربية بقيمة 260 مليون يورو، التي قدمت عرضا للبحرية الملكية في انتظار التأشير على الصفقة التي قد يعصف بها قرار المغرب بترسيم حدوده البحرية. الصفقة العسكرية مع شركة "نافانتيا" الاسبانية، في طريقها الى الالغاء بسبب "التوترات" السياسية بين الرباط ومدريد بعد اعتماد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في 16 دجنبر الماضي، لمشروعي القانونين المتعلقين بترسيم حدود المملكة في المياه الإقليمية قبالة الأقاليم الجنوبية، والذي من المرتقب أن يتم التصويت عليه في جلسة عمومية بمجلس النواب يوم غد الأربعاء. وأخذا بعين الاعتبار لهذه المعطيات، تسير شركة Naval الفرنسية، التابعة لمجموعة Piriou and Naval Group " لانتزاع "كعكة" الصفقة العسكرية من شركة "نافانتيا" الاسبانية، بدليل أنها أشرفت على صيانة سفن عسكرية في وقت سابق للأرجنتين بأنظمة OPV Gowind Adroit (OPV 90) ، كما تعمل مجموعة "Naval Group " على مشروع لاستعادة البنية التحتية في ميناء الدارالبيضاء، الثاني في المغرب ، من أجل القيام بأعمال الصيانة على السفن العسكرية المغربية، كما باعت 3 طرادات من طراز Sigma لشركة Schelde الهولندية في عامي 2011 و 2012 وفرقاطة متعددة المهام FREMM بيعت في عام 2008) وكذلك السفن الأجنبية ". "في الفترة مابين 2008-2018، زودت فرنسا المغرب بفرقاطة "فريم" متعددة المهام " FREMM، وقمرين من أقمار التجسس المتطورة في سنة2013 من نوع Airbus و Thales في صفقات عسكرية قدرت ب1.8مليار يورو، اذ شكلت سنتي 2013 و 2018 سنتان جيدتان بالنسبة لفرنسا في صفقاتها العسكرية مع المملكة، حيث وصل مصنعوها إلى ارتفاعات نادرة للغاية من حيث الطلبات على الأسلحة، التي انتقلت من 584.9 مليون أورو الى 874,3 مليون أورو. لكن إذا وضعنا هذين العامين الاستثنائيين جانباً في الصفقات العسكرية المبرمة بين فرنسا والمملكة، فإن الصفقات العسكرية بين البلدين، تظل متواضعة نسبيًا، اذ لا تتجاوز قيمتها 38.6 مليون يورو في المتوسط على مدى 11 سنة، مقارنة بالطلب المغربي المسجل على الترسانة العسكرية الأمريكية التي بلغت في سنة 2019 لوحدها، ا10.3 مليار دولار، لكن الأوكد من كل هذا، أن لعاب المجموعات العسكرية الفرنسية سيسل مع دنو موعد الزيارة الرسمية للرئيس امانويل ماكرون للمغرب، التي ستتمخض عنها عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة.