دفع الوضع الأمني في الساحل والصحراء، والحرب الدائرة رحاها في ليبيا، و الأزمات الأمنية التي تهز المغرب العربي، المغرب والجزائر الى مواصلة السباق نحو التسلح، وتقوية ترسانتهما العسكرية، اذ استثمر البلدان ملايير الدولارات لاقتناء أسلحة متطورة في سباق سباق محموم نحو التسلح. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة " okdiario.com" ان السباق نحو التسلح الذي أظهره المغرب والجزائر في السنوات الأخيرة، كان مثيرا للدهشة، وللقلق في الآن ذاته، اذ تسبب اقتناء المغرب لفرقاطة حربية في عام 2014، ودبابات القتال 200 M1A1 أبرامز والصواريخ 1200 في عام 2016، في ضجة كبيرة في الأشهر الأخيرة، ناهيك عن اقتناء المملكة ل36 مقاتلة أباتشي، وهو مايؤكد، بحسب الصحيفة رغبة الرباط في الإبقاء على هذا التنافس القديم مع الجارة الجزائر، التي أبقت الحدود مغلقة لمدة 20 عاما، وهي الداعمة والمحتضنة لجبهة البوليساريو، والسبب رقم واحد في جمود ملف الصحراء. لتفسير هذا الوضع، و السباق نحو التسلح بين المغرب والجزائر، أكدت آنا توريس غارسيا، دكتوراه في الفلسفة العربية وأستاذة تاريخ العالم العربي في جامعة إشبيلية، على أهمية العودة إلى استقلال الجزائر، مشيرة الى أن البلاد اختارت الاصطفاف في معسكر الاتحاد السوفياتي، ذو التوجه الاشتراكي، فيما اختار المغرب الاصطفاف على النقيض من ذلك في المعسكر الغربي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يفسر اقبال الجزائر على اقتناء الأسلحة العسكرية من روسيا، وتوجه المغرب الى اقتنائها من أمريكا، الذي تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا، زد على ذلك، طبيعة النظام السياسي في المغرب، القائم على الملكية. ووفقًا لمجلة فوربس الأمريكية، أبرمت واشنطن عقودًا مع الرباط بأكثر من 10 مليارات دولار، مما وضع المملكة في صدارة زبناء الولاياتالمتحدة في المعدات والأسلحة العسكرية، حيث استفاد المغرب من علاقاته الجيدة مع الولاياتالمتحدة، لاقتناء "معدات حديثة وعالية المستوى لمواجهة منافسه التاريخي الجزائر"، حسب توضيحات الأستاذة آنا توريس غارسيا. في مواجهة استعراض القوة من الجانب المغربي، اقتنت الجزائر قاذفات القنابل من حليفها روسيا، لكن في واقع الأمر، يوضح البروفيسور بينتادو، "على الرغم من أن لديهم جيشًا كبيرًا جدًا، فإن الجزائريين لديهم أسلحة قديمة جدًا". فوفقًا لصحيفة The Arab Weekly بلندن، وقعت الجزائر عقودًا جديدة مع موسكو قصد تزويدها ب 14 قاذف من طراز Su-34 و 14 مقاتلاً من طراز Su-35 و 14 طائرة أخرى لاستبدالها، وهي أسلحة ومعدات "قديمة"، بحسب البروفيسور بينتادور، كما وقعت عقدا لشراء 14 "طائرة خفية" من طراز Sukhoi Su-57 ، من روسيا. وعلى الرغم من هذا السباق غير المقيد من أجل إعادة تسليح البلدين، "فإن التنافس بين المغرب والجزائر لن يزداد ولن ينفجر، ولن يؤدي الى مواجهة عسكرية، ما دام عدم الاستقرار مستمراً، وسيد الموقف في منطقة الساحل والصحراء"، يؤكد بياتريز جوتيريز، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأوروبية في مدريد، وهو الرأي الذي يدعمه أيضًا قِبل البروفيسور توريس غارسيا.