عن مؤسسة مقاربات للنشر بفاس، صدر عمل جديد للشاعر صلاح بوسريف بعنوان «لا أحد سواااي [مكاشفات شمس الدين التبريزي]»، وهو عمل شعري يأخذنا إلى عوالم التصوف واللغة الشعرية الإشراقية التي تسعى إلى اكتناه الصور والمجازات، وإلى محاورة كبار المتصوفة المسلمين، لا العرب وحدهم. فهذا العمل الشِّعري، كما قول صلاح بوسريف، هو عمل، في طبيعته، كان ينبغي أن يكون سابقاً ل «ياااا هذا تكلم لأراك» الذي صدر عن دار فضاءات بالأردن، عن جلال الدين الرومي، كون التبريزي، كان هو من غير مجرى حياة الرومي، وأدخله إلى عوالم التصوف، التذي تمخضت عنه الطريقة المولوية المنسوبة للرومي. وقد كان صلاح بوسريف، استحضر تجربة الرومي في ديوانه الأول «فاكهة الليل» الصادر سنة 1994، لكنه، هنا، عاد إليها بعمق وتصور آخرين. هذا العملدالشعري، فيه يحاور صلاح بوسريف تجربة شمس الدين التبريزي من خلال عمله الوحيد «مقالات التبريزي»، ويسعى للكشف عن الجوهر الكامن في الرؤية التي تجمع الصوفيه، عموماً، بالأفق الكوني الإنساني، وفي تمثلاتها لمفهوم الوجود والخلق والإنسان. العمل نص شعري مواحد متواصل، رغم وجود عناوين فرعية، يدخل ضمن ما يسميه بوسريف بحداثة الكتابة، وهو ما سار عليه في أعماله الأخيرة، بداية من «حامل المرآة»، وصولاً إلى عمله الجديد الذي سيصدر عن دار فضاءات، في جزئين «مثالب هوميروس». بين ما جاء في الديوان: مُرْتَابٌ، عَلَى هَوَاكَ تَعْبُرُ الطُّرُقَاتِ، لَا شُيُوخَ، أَنْتَ الشَّيْخُ، لَا مُرِيدِينَ، فَأَنْتَ تَسِيرُ حَيْثُ تُرِيدُ. عَيْنَااااكَ عَلَى النَّهْرِ، وَيَدَاكَ تُلَوِّحَانِ إلَى أمْواجِ بَحْرٍ عَالِيَةٍ