دعا المشاركون في ندوة علمية حول موضوع "العلاقات الموريتانية المغربية بين عمق التاريخ وتحديات المستقبل: أي نموذج للشراكة؟"، اختتمت أشغالها، أمس الأحد، بنواكشوط، إلى وضع خارطة طريق لهذه العلاقات تستجيب لمتطلبات المرحلة. وأوصى نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من المغرب وموريتانيا، شاركوا في هذه الندوة، التي نظمها، على مدى يومين، المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، الذي يوجد مقره بنواكشوط، باستثمار أوجه التشابه والاختلاف في بناء علاقات متكاملة بين البلدين. ودعوا إلى خلق جسور للتواصل بين المجتمع المدني والسياسي والاقتصادي والمعرفي المغربي والموريتاني، والاستناد على الرصيد الاجتماعي من أجل رفع التحديات، مشددين على أهمية اتخاذ تدابير موحدة تجاه المشاكل التي تواجه البلدين والمنطقة (التنمية الاقتصادية، الهجرة…). وأشاروا إلى ضرورة البحث في الحاجيات من الجانبين المغربي والموريتاني للوصول لمرحلة الاعتماد المتبادل بإعطاء الأولوية لدولة الجوار، مبرزين أهمية رسم تصور استراتيجي أمام التعامل مع العمق الإفريقي العربي والتعاون الأوروبي. وأكدوا أن "ما تفرضه المتغيرات الإقليمية من ضرورة البناء وتوحيد الجهود، يضع البلدين أمام خيار إيجابي وهو التعاون والشراكة من خلال تطوير الامكانات الدبلوماسية وخاصة الدبلوماسية الاقتصادية". وتجدر الإشارة إلى أنه تم، على هامش أشغال الندوة، التوقيع على اتفاقيات تعاون بين المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، وكل من المركز الدولي لتعزيز التعاون الإفريقي، الذي ترأسه سعيدة العثماني أستاذة العلاقات الدولية، ويوجد مقره بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، والمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والحكامة الشاملة، الذي يديره الأستاذ محمد حركات. يذكر أن المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، مؤسسة علمية مستقلة للبحوث والدراسات، تم تأسيسه عام 2007 بنواكشوط، من طرف فريق من الأكاديميين متعدد التخصصات، ويهدف إلى سد الفراغ الحاصل في ميدان البحث العلمي بموريتانيا.