نظمت وكالة المغرب العربي للأنباء، بتعاون مع جمعية أصدقاء غوتنبرغ، أمس الثلاثاء بمقرها بالرباط، حفلا بهيجا تكريما للكاتب والصحفي محمد الصديق معنينو، وذلك بمناسبة صدور الجزء السادس والأخير من سلسلة مذكراته التي اختار لها عنوان “أيام زمان”. وتميز الحفل، الذي حضره ثلة من رجالات الإعلام والأدب والسياسة، بإلقاء شهادات في حق المحتفى به سلطت الضوء على بعض من جوانب حياته المهنية والإنسانية، وتفاصيل عن الجزء السادس والأخير من السلسلة التي يحكي فيها زمن طفولته بطنجة، ثم بمدينة سلا، والأحداث التي عاشها كصحفي وإعلامي. وأبرز المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي الإدريسي، في شهادته في حق المحتفى به، أن الكاتب والصحفي محمد الصديق معنينو بصم على مسار إعلامي متميز منذ سنة 1969، مشيرا إلى أن المحتفى به وظف الصوت والصورة بذكاء وثقافة عالية ليرسم لنفسه مسارا لافتا في المشهد الإعلامي توج بتوليه منصب مدير للتلفزة المغربية. وأوضح خليل الهاشمي الإدريسي أن هذا التكريم المتواضع نابع من التقدير الذي يحظى به معنينو نظير إسهاماته التي أغنى بها مهنة الصحافة في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم. واستحضر المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء السنوات التي عمل فيها المحتفى به في تغطية الأنشطة الملكية على عهد الراحل الملك الحسن الثاني، إلى جانب تغطيته لحدث المسيرة الخضراء بكل حماس وحس وطني، وما أثاره هذا الحدث في نفسه من ملاحم الكفاح الوطني، مشيرا إلى الاحترام الذي كان يحظى به من زملائه ورؤسائه ومن المواطنين. من جهته، قال الصحفي والمدير العام السابق لشركة “سابريس” محمد برادة، إن المحتفى به منارة شامخة بصمت الذاكرة الوطنية والفكر والإعلام المعاصر للمملكة وأثرت الثقافة والإعلام بعطائها المستمر. واستعرض برادة خصال المحتفى به الإنسانية وإبداعه الفني والفكري والأدبي وشخصيته المفعمة بحب الوطن والعمل على خدمته بتفان وإخلاص، وما تحمّله من مهام جسيمة وذات حساسية بالغة ناضلت فيها الصحافة من أجل الدفاع عن المكتسبات والحريات والديمقراطية بإمكانيات متواضعة. أما الإعلامي طالع سعود الأطلسي فلفت إلى أن معنينو استلهم من تجربته كمعلم مهارات التلقين والشرح ووسائل الإيضاح، ونال إعجاب المغاربة، معتبرا أن تغطيته لحدث المسيرة الخضراء سنة 1975 بكل حماس عكست الاندفاعة الوطنية الشعبية لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغربية. وأضاف الأطلسي أن كتاب “أيام زمان” يتضمن في الآن نفسه سيرة ذاتية وسيرة غيرية أو مذكرات، إلى جانب قراءات في وقائع السياق الذي يؤطرها، وهو بذلك يغني وييسر التأريخ للمغرب المعاصر. واستعرض المحتفى به محمد الصديق معنينو بهذه المناسبة المراحل التي مرت بها هذه المذكرات في أجزائها الستة التي تغطي 4 عقود عاشها كصحفي وإعلامي ومراقب قريب من مصدر القرار، والتي ضمنها العديد من التفاصيل التي لم يكن في استطاعته أن يبوح بها آنئذ، معربا عن اعتزازه بهذه التجربة الخصبة السياسية والإعلامية التي تمتد على مدى 40 سنة. وأوضح معنينو أن الجزء السادس من مذكراته الذي عنونه ب”الخصم والصديق” يستعرض السنوات الخمس الأخيرة من حياة الراحل الملك الحسن الثاني ويعرض أهم المراحل التي عاشها المغرب خلال تلك الفترة، والتي تميزت أساسا بإعداد دستور جديد وانتخابات جديدة وحكومة جديدة والاتجاه إلى نوع من الانفراج السياسي أدى إلى تأمين الانتقال الديمقراطي بشكل سلس. وعبر معنينو عن سروره بكون الكتاب أحدث ديناميكية ولاقى نجاحا واهتماما واسعا من وسائل الإعلام، ومن المرتقب أن تصدر طبعة جديدة منه. ويتضمن الكتاب، الذي يقع في 326 صفحة من الحجم المتوسط، والصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، مجموعة من المواضيع التي جاءت ضمن ثمانية عناوين كبرى تحت مسمى “تمر الأيام”، و”سنوات الأمل”، و”من الثورة إلى الثروة”، و”المخاض”، و”في قبة العرش”، و”نهاية المطاف”، و”الباقيات من البصريات”. وإلى جانب “الخصم والصديق”، تتكون سلسلة “أيام زمان” من خمسة أجزاء أخرى هي على التوالي “موكب السلطان” و”الفتح المبين” و”معركة الوجود” و”السنوات العجاف”، و”خديم الملك”. ويعتبر معنينو أن سلسلة “أيام زمان” هي محاولة للمساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ذلك المخزون المشترك الذي يتآكل مع مرور السنوات والعقود “فيحول شعوبا بكاملها إلى مرضى زهايمر لا تتذكر ما عاشته ولا هي قادرة على رؤية ما هي قادمة عليه”. تجدر الإشارة إلى أن محمد الصديق معنينو، الذي رأى النور بطنجة سنة 1944، حائز على شهادة الإجازة في الحقوق. وشارك في لقاءات جامعية وتداريب مهنية حول الاتصال والإعلام والعلاقات الدولية في عدد من البلدان، مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وخلال فترة عمله بالإذاعة والتلفزة الوطنية، قام الصديق معنينو بتغطية عدد كبير من الأحداث التاريخية والمحطات الهامة، من بينها حدث المسيرة الخضراء، إلى جانب مؤتمرات القمة العربية والإسلامية والإفريقية داخل المغرب وخارجه، كما تولى مسؤوليات حكومية على مستوى وزارة الإعلام.