رغم أن الإقامة في الصمت تشبه الجلوس في ثمرة مانغو ناضجة على الجانب الأيسر من بذرتها، لكن الصوت في رأسي لا يستسلم للغواية السّكرية تلك. صوت أسنان تتساقط تباعا ً دون نهاية، يخيل لي أنها سفن درداء تبحر في دماغي، ولأن الملح يقطع نزيف الدم، فليس سوى أجنحة مالحة تضرب بعضها بعضا ً في فمي. على تلك السفن أن تلم أسنانها سريعا من رأسي، فالغجر أيضا يقطنون هناك، وسيحسبها الغجري الشهيّ أقمارا صلبة، يعلقها في عنقه ويطفق يضيء النساء في خياله. لمّي أسنانك أيتها السفن من طريقه ألصقيها بالزبد ثانية في فمك حتى إذا أردت شتم ذاك الغجري ثانية لفظت اسمه – على الأقل – بالشكل الصحيح .. □■ سقطتُ من علو شاهق كنت أنظف زجاج الوجنة التي تعفرت بالتراب حين هوت من وجه صاحبتها كان فيها قبلة حمراء و آثار اصابع محوتُ الحبّ كعادتي وتركت كل القذارة الباقية شاهدة على ما تفعله الملائكة - التي يعيّروني بها – ببعضها البعض □■ ثم ّتكوّمتُ على القشّ كأني ساحرة عارية وكانت النار غزالة تفرّ إلى قنطرة من الرصاص مقدّس هو المعدن الذي لم ينصهر في التواء عنقها حيث يدحرج الدم نرده الخرافي أحجار مسوّسة ترجم المنازل حيث خيانات فتيّة تعدّ العشاء الأخير للوحة لعق وجهها العفن كأنه قطّ .. □■ ثم وددتُ أن أفعل شيئاً فكرتُ أن أقتل أرنباً صغيراً وأعلقه في عنقي فكرت ألا أنبس ببنت شفة وأنا أسمع الملائكة يتحدثون بالسوء عن الرعاة ، *لا يفعلون شيئا ً طوال النهار سوى الدخول و الخروج من ثقوب ناياتهم* فكرت كثيراً بأن أوضح للجميع أني لست مجنونة ، أنا مجرد عين مصابة بالعين .. لكن كلّ ما فعلته أني تسلقت جبلاً و ألقيت بنفسي من هناك .. □■ حيث ليلٌ حالك يتنصّت على بومةٍ محنطة أفرغ البائعون أحشاءها وتركوا لمبة ً صغيرة ً في الداخل تضيئ حدس النوافذ المكسورة وإن كانوا ملأوا حنجرتها بالقشّ والصّمغ شيءٌ ما بقي ينعق في الخفاء يروّض النبؤة بسوطٍ من ضباب فتقفز في بؤبؤ مشتعل تمشي على رأسها وتنحني ببرود حين تصفق لها كوابيس العالم .. ==================== سمر دياب شاعرة لبنانية