القرية الجراد...! إذ حطِّ الرحال في قريتنا ما أكل الزرع..! لكنه أكل كلّ أوراقي..!! الرحيل حين كان الحلم تحت جفنيّ يرسم وجهك.. تسربت جذور العمر.. من شقوق منزلي... تفرعت فيه كغابة... قطفت أيامها.... نثرتها على دروب الناس.. عندما مرتْ الجموع بسباقها الأزلي.. عَلِقتْ دون صوت بأرجل الرحيل..!! المأزق شيخ... على باب الحكمة سار طويلا.. كي يطرقها... كاد أن يموت جوعا ..... الآن.. الآن... فقط....! يحلم بفتات الطيش... كي يدمي نصل السيف... ويقطع رأس الحكمة...!!! المطر كلَّ ليلة.. يُفتَح البابُ ويدخل السيابُ أضناه الأرق... حاملا غيماته... بأكياس ورق... على خدّيه قطرات المطر وعلى سيماه بَرَق!! فيهتز سقف بيتي.. راعدا : عراق..!! يا عراق..!! الصلاة الصرخة... ليست... صوتا ... بل أذن تسمع! والصلاة ولدت من رحم الهمس! .... لا تصرخ! إن الربَّ قريب يحصي أنفاسك..! الاغتيال في الغابة تهدر صيحة: من حُمِل اليوم على نعش الفجر؟ ..... ابحث بين أوراقي فأجد بين القتلى قصيدة شعر..!! مسرحية مكررة قبلة.. بعد.. أخرى أهديتك فمي..! قناعا بعد الآخر يتجعد..! وأنا أقف خلف الجمهور الذي صفق طويلا للمشهد..! اعدُّ أيامي أتراها: تكفي لشراء الخبز؟، أو أن تفتح أزراري لرياح الحب؟؟ الصغار لحية بيضاء تسترسل... تكنس الأرض وتشتل حكمتها وتطلُّ الحقولَ البراء! ...... كنا صغارا حين دعسنا العشب الأبيض! حين قلعنا أشجارا هدباء! العولمة قالت "فيروز": هذه أغنيتي ارنمها ليلا ساعة يفنى العهد.. وتنكرني الساعات.. .......... أصاخ الليل السمع لكن الرجل المتعب أغفى! وقطرت أغنيتها حتى ظمئت! حلم صغير عصفور شقَّ.. في الطين نهيرا.. جمع حبات الماء.. من كل الأزهار.. ...... العصفور يحلم بالشطآن المخضرّة والنهير يشرب كلَّ الماء! ........ العصفور الحالم لا يدرك إن الأحلام إن صغرتْ لا تكبر أبدا...!! بغداد زرعتُ وردتين على خدّيها.. ضحك البرعم.. على شفتيها.. ولاحتْ.. في الحلق الدامي.. شوكة...!! حمامة كان هديلي غيمة.. ارتدتْ أمطارها واستعدت للهطول..!! كان هديلي غيمة اغتالها قيظ آب ومضى..!! أيا غربتي...... بين حقول عَزوف وسنابل ترنيمتها فحيح الأفاعي..!! البحر صياد.. امتلك البحر.. يوما الموج رفيق القارب..، والسمكة هبة البحر...، والريح على الشراع غافية...! قولوا للصياد إن البحر يخلف ميعاده..!! إن البحر يغيّر كلَّ يوم أسياده!! بيتنا البيتُ لنا.. عيونُنا مُسَّهدة ٌ أهدابُها القَطْرُ أفواهُنا يُؤرِقُها الغِناء وأرجِلُنا.. تتأرجحُ في الأصقاعِ ماجنَة.ً.! كأغصان ٍأذَلَّها نَزَق ُخريف..! البيتُ لَنا.. جدرانُه ُقُرٌّ وسقفُهُ مَوْطِيء الدجىُ.. نوافذُهُ الدياجيرُ وبابُهُ المُشرَعُ للأهواءِ بلا عتبةٍ تنتظرُ الخُطى..!! ================== ماجدة غضبان