تعيش مدينة تيط مليل الرابضة عند البوابة الشرقية للمدينة العملاقة الدارالبيضاء الأيام الأخيرة على وقع إضراب غير مسبوق للجزارين بسبب قرار إغلاق المذابح في الأسواق الأسبوعية الموجودة في الضواحي. وتعد المدينة الصغيرة هي الأكثر تأثرا بتوقف المذابح، حيث تشتهر بسوقها الأسبوعي "سوق السبت" الذي يعتبر من الأكبر في المغرب وتعتمد بنسبة 100 في المئة على حاجياتها من لحوم البقر والأغنام التي يتم ذبحها في مذبحة السوق، حيث تسبب ذلك في إغلاق الجزارين في أحيائها لمحلاتهم.
ويخوض المشتغلون في المذبحة المشتهرة بحوانيت الشواء المنتشرة حولها وقفات احتجاجية شبه يومية أمام عمالة إقليم مديونة بسبب تضرر أسر أغلبها تعيش العوز والفقر وتنتمي لدواوير وأحياء مهمشة بالإقليم.
ويضطر سكان المدينة إلى البحث عن اللحوم عشرات الكيلومترات ولعلهم يعثرون على ما يحملونه إلى أبنائهم للغذاء، وحسب ما استقاه "الأيام24" فإن سعر الكيلوغرام الواحد وصل 90 درهما في بعض أحياء مدينة الدارالبيضاء بسبب الاقبال الكبير من سكان الضواحي.
وعاين "الأيام24" إقبالا كبيرا على بائعي لحوم الدواجن، إذ ارتأت فئة عريضة من المواطنين إلى التعويض بها إلى حين عودة الجزارين إلى العمل.
وقامت سلطات ولاية الدارالبيضاء بإغلاق مذابح الأسواق الأسبوعية بناء على تقرير أصدره مكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يشير إلى أن هذه المذابح غير مؤهلة ولا تستجيب لمعايير السلامة الصحية.