أعلنت مجموعة السياحة والسفر البريطانية العملاقة "توماس كوك" إفلاسها بعد فشلها نهاية الأسبوع في جمع الأموال اللازمة للاستمرار، مما تسبب بأكبر عملية من نوعها في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية لإعادة مئات آلاف المسافرين. وعلق بيتر فانك هاوسر رئيس المجموعة على قرار الإفلاس وقال إنه "ليوم حزين للغاية" مع خسارة آلاف الوظائف. وتابع: "يؤسفني جداً كما باقي أعضاء مجلس الإدارة أننا لم ننجح".
وأضاف "إنه يوم حزين للغاية للشركة التي كانت رائدة في الرحلات السياحية وأتاحت السفر لملايين الناس حول العالم".
ونمت عمليات الشركة لتصبح مشغل رحلات وشركة خطوط جوية، لكنها رزحت تحت ديون هائلة رغم تسجيلها مؤخراً إيرادات سنوية بلغت 10 مليارات جنيه جراء تنظيم رحلات لنحو 20 مليون مسافر في أنحاء العالم.
ويأتي إفلاس الشركة بعد عامين فقط على انهيار خطوك مونارك الذي دفع بالحكومة البريطانية لاتخاذ تدابير طارئة لإعادة 110 آلاف مسافر، في عملية كلفت دافعي الضرائب قرابة 60 مليون جنيه إسترليني لاستئجار طائرات.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط السعودية، فأن إعلان توماسك كوك يشكل ضربة للسياحة في عدد من الدول حول العالم، من بينها ثلاث دول عربية إذ تعد مصر وتونس والمغرب ضمن الوجهات الرئيسية للمجموعة البريطانية العلاقة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فقد ألفى إفلاس العلاق البريطاني بظلاله على قطاع السياحة المصري، خاصة في مدينتي الغردقة ومرسى علم الواقعتين على شواطئ البحر الأحمر.
ونقلت الوكالة عن مصادر سياحية مصرية أن إعلان "توماس كوك" يعد "ضربة موجعة" لقطاع السياحة المصري الذي كان يعتمد في جانب كبير منه على الشركة لجلب السياح البريطانيين.
ونقلت الوكالة عن الخبير السياحي المصري أبو الحجاج العماري، قوله إن "توماس كوك" كانت تسير 22 رحلة طيران أسبوعية لمطار الغردقة، ورحلة أسبوعية إلى مطار مرسى علم.
ومن جانبها قالت مجموعة "بلو سكاي"، وكيل توماس كوك في مصر، إنه تقرر إلغاء حجوزات حتى أبريل 2020 لعدد 25 ألف سائح إلى مصر.
وقال رئيس مجلس إدارة "بلو سكاي" حسام الشاعر في بيان أرسله إلى رويترز إن لدى الشركة 1600 سائح في منتجع الغردقة بمصر حاليا.
وفي السياق، قال وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي إن عدد عملاء "توماس كوك" الذين يقضون العطلات في تونس حالياً 4500 شخص.
وتابع في تصريحات لوكالة "رويترز" أن "توماس كوك" مدينة بمبلغ 60 مليون يورو لفنادق تونسية عن إقامات في يوليوز وغشت.
ويمتد أثر إعلان العملاق البريطاني إلى اليونان وتركيا إذ أثر انهيار الشركة على حركة السياح العالقين، إضافة إلى الضربة الكبرى التي تلقاها أصحاب الفنادق، وكذلك البطالة التي تواجه آلاف الموظفين عقب إعلان الإفلاس.
وبحسب يتعين الآن إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين مع الشركة، باتوا عالقين في العالم مع إفلاسها، بينهم 150 ألف سائح بريطاني بحاجة لمساعدة من الحكومة البريطانية للعودة من محطات بينها بلغاريا وكوبا وتركيا والولايات المتحدة.
ووافقت وكالة السفر الصينية "فوسون"، وهي أكبر مساهم في "توماس كوك"، الشهر الماضي على ضخ 450 مليون جنيه في المجموعة من ضمن صفقة إنقاذ أولية بقيمة 900 مليون جنيه.
وقالت المجموعة الصينية في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن "فوسون تشعر بالخيبة لعدم تمكن مجموعة توماس كوك من إيجاد حل قابل للتطبيق لإعادة رسملتها المقترحة مع فروع أخرى وبنوك مقرضة رئيسية وحاملي سندات وأطراف مشاركة أخرى".
ومن جهتها، أعلنت خطوط كوندور الألمانية المتفرعة عن "توماس كوك" أنها بصدد طلب مساعدة مالية من برلين من أجل مواصلة عملياتها رغم إشهار الشركة الأم الإفلاس. وقالت إنها طلبت "قرضا قصير الأجل تضمنه الدولة، تتم دارسته في برلين".
وفي تركيا، أعلنت الحكومة أنها ستقدم الدعم للشركات الصغيرة التي تأثرت بإنهيار "توماس كوك"، وأعلنت وزارة السياحة التركية عبر "تويتر" أن "وزارتي السياسة والمالية تعملان على طرح (حزمة دعم ائتماني) في أقرب وقت ممكن لمساعدة الشركات التي تأثّرت بإفلاس توماس كوك".
الحكومة البريطانية تتدخل
ومن جانبها قالت الحكومة البريطانية إنها استأجرت طائرات لإعادة سياح بريطانيين، في عملية تبدأ فوراً، وأعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس إطلاق "أكبر عملية إعادة في تاريخ السلم".
وقال إن الحكومة وهيئة الطيران المدني البريطانية استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافري "توماس كوك" إلى البلاد.
وأكدت الحكومة أن "جميع زبائن (توماس كوك) الموجودين حالياً في الخارج والذين قاموا بحجوزاتهم للعودة إلى المملكة المتحدة في الأسبوعين القادمين، ستتم إعادتهم إلى الديار في أقرب موعد لحجوزات عودتهم".